الشيخ محمد الربيعي ||
نبارك لكم ولادة الامام علي بن ابي طالب ( ع )
الاحرى بنا و نحن نعيش اجمل المناسبات ، الا وهي ولادة سيد الاوصياء الامام علي ( ع ) ، ان نستمع لما يوعظنا به ، فلنكن نحن وايام مع الامام علي ( ع ) و هو يخاطبنا في عام 2023 ميلادي ... ـ أيّها الأحبّة ـ نحن بحاجة إلى ما يليّن قلوبنا القاسية، ونحتاج إلى ما يعرّفنا معنى الدنيا ومعنى الآخرة، لأنّ الدنيا تشغلنا وتخدعنا وتغرّنا وتتلاعب بنا وتنسينا الله وتنسينا الآخرة،قال الامام علي ( ع ) "وإنّ أخوف ما أخاف عليكم اثنان: اتّباع الهوى، وطول الأمل ـ والهوى هو كلّ شهوات النّفس وكلّ هواها الذي ينطلق من غرائزها ومن نقاط ضعفها، ولا ينطلق من قاعدة تدلّ الإنسان على ما يجب أن يفعل وما يجب أن يترك وما ينبغي أن يحبّ وما ينبغي أن يبغض ـ فأمَّا اتّباع الهوى فيصدّ عن الحقّ ـ لأنه لا ينطلق من الحقّ، بل ينطلق من ضدّ الحقّ ـ وأمّا طول الأمل فينسي الآخرة ـ لأنه كلّما امتدّ عمرك، فهناك أمل في عمر جديد، وعندما ينطلق الأمل مع الأمل، فإنك تتصوّر أنك خالد، وأنه ليس هناك موت، وإذا نسيت الموت، نسيت الآخرة، ونسيت الله، ونسيت الوقوف غداً بين يدي الله ـ ألا وإن الدنيا قد ولّت حذّاء ـ يعني سريعة، ونحن نحسّ بهذه السرعة، واللّيل والنّهار يطويان كلّ عمرنا، فنحن نأكل عمرنا ثانية ثانية، وساعة ساعة، ويوماً يوماً، ولا ندري متى يقف عقرب السّاعة عند السّاعة الأخيرة ـ فلم يبق منها إلا صُبابة ـ وهي البقية، فكأس كلّ واحد منا أول ما يولد يكون ملآن، ثم يبدأ يشرب منه، وربما تستطيع أن تنهي الكأس، وقد يبقى بعض الصّبابات فيها ـ كصبابة الإناء اصطبَّها صابّها. ألا وإنَّ الآخرة قد أقبلت، ولكلّ فيهما بنون ـ للدّنيا بنون يستغرقون فيها، وللآخرة بنون يستغرقون فيها ـ فكونوا من أبناء الآخرة ـ اعملوا لها، لتكن هدفكم في كلّ ما تعملون وفي كلّ ما تقولون، قد تحصلون على المال وتختزنونه، وقد تحصلون على الأرض تسكنونها، وقد تحصلون على الشهوات تستغرقون فيها، ولكن {وجاءت سكرة الموت بالحقّ ذلك ما كنت منه تحيد* ونفخ في الصّور ذلك يوم الوعيد* وجاءت كلّ نفسٍ معها سائقٍ وشهيد* لقد كنت في غفلةٍ من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد}ـ
ـ ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإنّ كلّ ولد سيلحق بأبيه يوم القيامةـ فإذا لحقنا بالدنيا، فماذا يبقى من الدنيا في اليوم الآخر؟ ولكننا إذا لحقنا بالآخرة، وكنا من أبناء الآخرة، فهناك الخلود ـ وإنّ اليوم عمل ولا حساب، وغداً حسابٌ ولا عمل"، {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}، {وتزوّدوا فإنَّ خير الزاد التقوى}، {أني لا أضيع عمل عاملٍ منكم من ذكرٍ أو أنثى}، وغداً يغلق كلّ باب العمل {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً}، {ووضِع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مالِ هذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربّك أحداً}...
اللهم احفظ الاسلام و اهله
اللهم احفظ العراق و شعبه
ـــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha