المقالات

بين الافراط والتفريط....


حسن كريم الراصد ||

 

أختلف الناس وكالعادة في العراق في تفسير ظاهرة الزلازل التي أصابت جنوب تركيا وشمال سوريا وما أحدثت من دمار وهدم للبنايات ومقتل الالاف من الأطفال والنساء والشيوخ.. وقد ذهب البعض إلى أن تلك الظواهر الكونية داخلة ضمن غضب السماء على العاصين المذنبين.. في حين ذهب البعض الآخر الى ان ما حدث يتلخص بظاهرة طبيعية نتيجة تفاعلات أتت بها الصدف الفيزيائية ادت لاصطدام في الصفائح لتحدث هذا الدمار بمعزل عن الارادة الآلهية.. وكلا الرأيين فيهما وجهة نظر.

 فالأول غفل عن ان ليس كلما ما يصيب الإنسان من ابتلاءات ومصائب هو عقوبة وغضب من السماء على أهل الأرض بل أحيانا تكون هذه الابتلاءات رحمة للصالحين مثلما ان هنالك حافلة ركبها مجموعة من البشر ففيها من شد الرحال يطلب أمرأة بطرق غير شرعية ومنهم من يقصد سرقة مال ومنهم من من ذاهب يكفل أيتام ومنهم زائر لارحام. وفي الطريق أنقلبت الحافلة فهل سيؤخذ كافل الأيتام بجريرة القاصد الزنى؟ وهل سيدخلون النار جميعا ام سيدخلون الجنة جميعا ؟؟ أذن القضية ليست متعلقة بغضب السماء بشكل تام ومباشر..

 أما من يقول ان الكارثة حدثت بمعزل عن ارادة السماء ويردها بشكل كلي ومباشر للطبيعة وظروفها الفيزياوية فلعمري كيف يقول ذلك وقد قرأ القرآن الذي صرح بأن ما تسقط من ورقة الا باذنه!! فورقة يابسة تسقط من بين مليارات الأوراق في الخريف لا تسقط الا باذنه وليس بعلمه فقط ويترك زلزال يقتل عشرات الالاف تحت ارادة الطبيعة وتفاعلات القشرة الأرضية...

اذن هنالك أمر بين أمرين نجهله كما أننا نجهل الكثير من فعل السماء ببني البشر ولكنا نعرضها على الصفات الآلهية من عدل ورحمة وحكمة فأن تخالفت معها ضربناها بعرض الحائط. أما الأحاطة التامة بتصرف الله وحكمته مع عباده فذلك ما لم يكن بمتناول احد غير الراسخين بالعلم وأولياء الله الذين لا يعرفهم الا هو...

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك