بـدر جاسـم ||
الأمل هو المحرك الذي يدفع الإنسان الى الامام، لأنه القلب النابض الذي يمنح الحياة للفرد، عندما يفقد شخص الأمل يصبح خشبة، بجوار موقد تنتظر دورها لتصبح رمادا؛ أن رفض الواقع والتطلع لتحقيق عدالة شاملة، لكل أجزاء المجتمع بمختلف أبعاده، فهو غاية ينشدها كل أنسان نقي.
الواقع المأساوي الذي يعيشه العالم، بفقره وأمراضه، إضافة إلى سوء الإدارة، كذلك الانحرافات الأخلاقية التي تصل بالإنسان لطريق مغلق، فتكدس الثروات لفئة قليلة، واستعباد غالبية البشر بأشكال عدة، فهذا واقع مرير لا يمكن قبوله بأي حال، لذلك أول خطوات الأمل هو رفض هذا الواقع، والعمل على انتشال العالم من هذا الانحطاط.
تحول العالم إلى نظام تجاري، فهو لا ينشد سوى الربح، بغض النظر عن الوسيلة، لذلك خلف أثارا مدمرة للبشرية، فتكدست الثروات بأيادٍ قليلة، فهناك آلاف الاطنان من المواد الغذائية التي تتلف، بينما هناك ٢٤ الف شخص يموتون من الجوع يومياً، هذا النظام الذي يسرق ثروات شعوب، ويحاصر شعوباً أخرى، لأجل فرض الهيمنة على العالم، لذا أصبحنا كغابة.
فقدان الأمل يعني الاستسلام لهذا النظام الظالم، وما قيمة الأمل أن لم يكن الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) في قلب هذا الأمل، حيث تجرد من الانانية، وبناء نظام عادل، لينصف الجميع، كذلك يحلحل مشاكل العالم التي تراكمت لقرون، ويعيد البشرية إلى ممارسة دورها الأساسي؛ إن الأمن و الرخاء الاقتصادي، كذلك التطور على الاصعدة المختلفة، وبالأخص الجانب العلمي هو بصمات لتلك الدولة، التي نأمل أن نكون جنودها، إن العدو يعمل بلا كلل ليبث اليأس، ليتمكن من اصطيادنا بسهولة؛ فواجبنا نحن الشباب ربط الأحزمة، لمواجهة العدو بمختلف أفكاره وأساليبه.
الآمال على المستوى الفردي بسيطة، حيث تختصر على حياة الفرد، لكن تحقيق إنجازات تستمر إلى نهاية الدنيا، وإنقاذ ملايين الناس من المأساة، إنها حلم الانبياء، لذا نأمل أن ندرك ذلك، ونتطلع علامات لعلها أن تتحقق، بكل حال كلما بتعدنا عن عصر الغيبة نقترب إلى عصر الظهور، ومع تحقيق النصرة نكون أقرب أكثر.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha