المقالات

النقاط السوداء!..

1347 2023-02-13

ا.د. جهاد كاظم العكيلي ||

 

تعدد المفاهيم السياسية في عصر السياسة المُعاصر، وتكاثر منابرها وتعدد القائمين عليها والمتحدثين بإسمها، وكثرة اللغط فيها، أضحت مجرد شعارات وأقوال يرددها السياسيون والمحللون من مواقع مختلفة، غير أنها سرعان ما تختفي أصداءها وتزول وتبقى الأحداث كما هي من دون أن تجد مخرجا للواقع المُعاش ..

عشرون عاما مرت من عُمر السياسة العراقية وقاموسها الذي يزخر بمفردات ومفاهيم ساعدت على إنتشار الفساد وخراب البلاد التي أختتمت بالورقة البيضاء وأطلاق إرتفاع الدولار وطار معها عقل المواطن العراقي والدينار معا، مما أثقل الحالة المعيشية للناس بعد تدهور السوق وإرتفاع الأسعار جراء إنخفاض سعر صرف الدينار العراقي ما تسبب بإستحالة الحياة عند المواطن في مقاومة إنخفاص سعر الدينار ..

غير أن الإصلاحات التي بدأ بها رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني لإيقاف هذا التدهور من خلال جولة من المباحثات والإستشارات علي صعيد الشأن المالي، وهو يصف منافذ الصيرفة بالنقطة السوداء في حياة الأقتصاد العراقي، مُشخصا بذلك خللا كبيرا كان يدور حول واقع العملة العراقية منذ سنوات، وهذه المنافذ كانت تتحكم بسعر صرف الدينار من خلال التلاعب بالدولار عبر وسائل ذكية للتحكم بالسوق وإخضاعه لهمينتها الإقتصادية ، لذا كان تشخيص السوداني هذا يُشكل قاعدة مهمة لمصداقية سياسية إختلف عن ساباقتها من الاقوال التي إعتدنا على سماعها ولكن من دون جدوى، وقد رافق هذا التصريح تحديد سعر صرف الدينار مقابل الدولار مع الرقابة وتحذير وتفتيش المتلاعبين بتضارب أسعار الدينار، فالنقطة السوداء التي تم تشخيصها هنا وتحديدها إذا ما تم التصدي لها بشكل جدي ومهني سوف تحولنا أمام نقاط بيضاء في حياتنا الإقتصادية، وعندها سنمضي في واقع الإصلاح والتغيير المنشود، وستفتح أمام العراق والعراقيين أبوابا واسعة في إستقرار حياتهم الإقتصادية، فتشخيص الجانب الأسود للواقع المُعاش ومعالجاته هو السبيل الأنجع للنجاح والتقدم ..

 

ـــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك