كوثر العزاوي ||
سيدي ياصاحب الروح قد رَضيتُ..
وَمَا لِلرّوحِ دُونَكَ يامهديُّ رُوح،
حتى وانا في قبضة الكَرب، في لحظة هدير الجوانح..أراهنُ حتمًا على معونتكَ لي..على يدِكَ الحانية وهي تربّتُ على وجعي.. اتلمّسُ ألطافكَ ومسحة كفّك البيضاء على يُتمِ الحيارى، في دنيا أقفرت من المعوَّلات..أتعكّزُ محضَ رعايتِك، آخِذًا ضمان عنايتِك، هي وحدها مَن تُدني من ضفّة الأمان لتستوطنَ واحة الزمان الذي انت صاحبه!
طالما أفزعني الغد الغامض، لكن سرعان ما يتلاشى فزعي بذِكرك، وقد أحسَبُ ألف حسابٍ لكل أمرٍ، ثم ماألبَثُ أنْ أضعَ كل ذلك جانبًا وأتوكّأُ على عصا رأفتك، وإذا ماأخَذَتْني مخيّلَتي سارِحةً حيث ساحل الذكريات، ومآلاتٌ حالت بيني وبين آمالي، فسرعان ماتُغيّبها ثقتي فيك، فتستقرَّ حالي، وتضع آلامي رَحلَها على أسوار انتظارك، على أمل أن تحيا روحي في كنفك الآمن ، ويقيني أنك لن تُضيّعني، ولن تَدَعني ونوافذ عالمَكَ الفسيح يُرسِلُ لي مع كل سَحَرٍ نسماتُ أملٍ كهِباتٍ من ربٍّ رحيمٍ، تأتي على إيقاع اللطف الذي ترنَّم به نبض أمّ موسى يوم خَفقَ خوفًا عند ضفاف الغيب!
{فألقيهِ في اليَمِّ وَلاتَخَافِي وَلا تَحزَني} ليمنحُني شعورًا ﻻ يعادلُهُ شعور، وغزيرُ قوةٍ ﻻ تُقهَر، ووِقاءٌ يَحميني، وركنٌ أسنِدُ إليهِ ظهري!، ترى! فهل سيَنالُ منّي أحد! أَوَ هل يقوّضُ بُنياني مخلوق؟!
إنه إحساسٌ مختلف حينما يتهادى على ترتيلة الأمان ﴿يَا مُوسَى لا تَخَفْ}
ثمٍ بعد ذلك نُدرِكُ أنّ الإبتلاء بابٌ لابدّ أن يعبُرَ مِنه الصادقين على قنطرة الصبر، مرورًا بمرفأِ الرضا ليفوحَ عبير الثبات، وتَظهرَ حقيقة مَن صَبَرَ وصَدَق ثمّ أناب،
٢٢-رجب الأصب١٤٤٤هج
١٤-شباط ٢٠٢٣م
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha