علي الخالدي ||
يعد عقد الإمام السابع موسى ابن جعفر الكاظم عليه السلام، أكثر العصور مقاومة وكفاح مسلح , علني في تاريخ التشُيع العلوي, بمعية المقاومة الثقافية.
ياسف ان تذكر ان هناك قراءة سطحية لتواريخ الأئمة الاثني عشر عليهم السلام، حيث ان هذه المحاكاة أدخلت للتراث الشيعي، سمة الخمود والكسل الحركي، وكأن الشيعة كانوا مكتفي الأيادي كالنعاج لا حول ولا قوة لهم، ينتظرون اسياف جزاريهم متى ما اشتهوا دماءهم، هذا بعد ما جرد ماضينا من تراثه الزاهر، من كل صنوف المقاومة و الممانعة للعدو لأكثر من 1400 عام، وما هذه الصور الا هيه فكرة لسلبهم تاريخهم، وقد مارستها كل الحكومات الظالمة تجاه الشيعة، لتحقيق خطوات عيش جلد الذات لاحقاً، ليتطبعوا على حالات الذلة والمسكنة، والاستسلام للماضي المحبط، وترسخ في ذهن الشيعي روح الهزيمة وعدم المقاومة .
تماشياَ مع ما تقدم تجد اليوم رائجاً افكاراً اصبحت وكأنها من مسلمات الواقع الشيعي، بينما هي لا أصل لها مثل (الشيعة مو مال حكم) والهدف منها اجبار الشيعي على عيش الواقع السلبي، وان يكون جزء منه, وكأنه هو سببه, ليمد رقبته لجلاده ويسلم الحكومة للطرف الآخر بمحض ارادته، مع ان هذه العبارة اطلقت اول مره، ضد أمير المؤمنين عليه السلام، لأنه لم يستخدم البطش في فرض سيطرته على الناس، كما فعله السابقون، بل فعل الديمقراطية وحرية التعبير في عهده مع رعيته.
بينما تاريخ الأئمة عليهم السلام ينافي ما رسخه المخالفون في المخيلة الحاضرة، فالتراث المحمدي الاصيل والصحيح والمسند الذي وصلنا عنهم, يقول بالإضافة لعملهم في المقاومة الفكرية والعلمية التي واجهوا بها الظلمة، كانت هناك لهم رعاية ودعم للمقاومة المسلحة الشيعية، في ازمنة متفاوتة وبصورة غير مباشرة, بسبب ظروف المرحلة الخاصة بالمعصوم، التي لا تسمح له بالجهر بالجهاد بسبب شدة ملاحقة السلاطين للمقاومين علنا, وهذا ما شهدناه في تاريخنا المعاصر من تأييد المراجع للانتفاضة الشعبانية 1991ميلادية, او مواجهة قوات الاحتلال الامريكي بعد2003, فالأئمة ايدوا ثورة المختار الثقفي وزيد الشهيد رضوان الله تعالى عليهما سرا, وذكروا شجاعتهم لاحقا في المحافل دون بخس حقهم، لكن اللافت ان الامام الكاظم عليه السلام، كانت رعايته مباشرة للمقاومة المسلحة، فحين ثار السيد الحسين بن علي الخير رضوان الله تعالى عليه، في مدينة فخ سنة ١٦٩ هجرية قرب مكة المكرمة، وهو من نسل الإمام الحسن الزكي عليه السلام، كان بأمر الإمام الكاظم عليه السلام، وهو من دفعه لمحاربة الفسقة، وعند وما ذكر الشهيد (الحسين ابن علي الخير ) في مجلس حضر فيه بعض العباسيين والعلويين، فعندما أتى الجند برأس الحسين، قال الإمام (عليه السلام ): إنا لله وإنا إليه راجعون، مضى واللّه مسلما صالحا صوّاما قوّاما آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، ما كان في أهل بيته، اي ان الامام مؤيد لكل توجهاته.
علمنا سادتنا أهل البيت عليهم السلام، ان لكل زمان سيف وقلم، فالأدوار تتعدد والهدف واحد ، فتارة يعلوا القلم و تارة صليل السيوف.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha