علاء طه الكعبي ||
قناة الMBC العراق، والتي يبثها مركز تلفزيون الشرق الأوسط والمعروف توجهها وملكيتها وتوأمتها مع قنوات الMBC السعودية.
أنتجت مسلسلات متعددة منها عمر بن الخطاب، ومروان بن الحكم، والحجاج بن يوسف الثقفي، واليوم تنتج مسلسل معاوية بن ابي سفيان، وكل هذا المسلسلات غاياتها واهدافها واضحة، فهي تعمل بالاتجاه العكسي للدرامات الايرانية، وقد ايقنت السعودية مدى تأثير هذه الدرامات على عقائد السنة قبل الشيعة.
مسلسل معاوية، تناسى صانعي هذه الدرامة، كل التاريخ والوقائع والاحاديث الشريفة التي فسقت معاوية واخرجته حتى من الاسلام، ليخرجوا مسلسل يمجد بهذا الزنديق.
عندما صعُب على الوهابية التأثير واقناع السنة بأن معاوية خليفة، وقتاله مع علي عليه السلام هو قتال من اجل المناصب، وأصبح هناك تراجع لبعض أأمتهم واصبحوا يمدحون علي عليه السلام، ويذمون أفعال ومماراسات معاوية المعادية للاسلام اولا، ولأهل البيت ثانيا، لجؤا في خطوة هي جديدة على الساحة الدينية، وهي انتاج مسلسلات ضخمة، الغاية فيها تلميع صورة معاوية، والتأثير على الجيل الناشى أو الشبابي، والذي يمتاز بعدم القراءة والاطلاع.
نعم تأثير الاعلام والنقل الصوري أصبح اكثر تأثيرا على تغير تفكير الناس، بل أصبح اكثر شدة في تحريف الحقائق وتضليل الناس وخصوصا اليوم الكل حتى الأطفال تمتلك موبايل ولديها مواقع سوشل ميديا.
وكل هذا اراه طبيعيا عند الوهابية، ولكن الغرابة فيمن محسوبين على التشيع، والذي بدؤا يبررون لآل السعود هذا النهج، معتمدين في تبريراتهم، على أن الجمهورية تنتج أيضا أفلام ومسلسلات لاهل البيت واصحابهم، متناسين الحقيقة في النقل الوقائع التاريخية المثبته والمتفق عليها عند السنة والشيعة.
هو باب جديد لخلق الطائفية، هو نهج جديد لتزييف الحقائق وتضليل الناس، نعم هو هدف بعيد المدى، سياتي محصوله مستقبلاً.
عندما كنت اتابع الأفلام الامريكية، وكيف يجعلون من أمريكا صديقة للانسانية، أمريكا القوية التي لا تخاف من أي دولة في العالم، وهي منقذة الشعوب والمدافع عن حقوقهم، وأصبح اليوم حتى الدول المضطهدة من أمريكا شعبها يدافع عن أمريكا، بل حتى مقتنع قناعة تامة، بما ترويه تلك الأفلام.
حرب السوشل ميديا وتقطيع الأفلام وتنزيلها على شكل مقاطع أصبح ملفت للنظر، ونحن لازلنا نتبع الاسلوب القديم في التأثير على افكار الناس ومبادئهم وعقائدهم.
أرى اليوم المدافعين الشرسين عن حق السنة في إنتاج تلك الدرامات بحجة مثلما تنتج ايران درامات تنقل حياة وآثار أهل البيت .
ولا غرابة حين قالها أمير المؤمنين علي عليه السلام، انزلني الدهر حتى قيل علي ومعاوية ، نعم لبئس الدهر أن يقارن علي بمعاوية، بل أن يذكر اسمه مع اسم معاوية، ولا غرابة فيمن ذهب لمعاوية وترك علي طمعا في المناصب والدنيا.
والحقيقة أن الدراما السعودية اقوى واكثر من حيث الانتاج والتصوير والمونتاج، من الدرامات الشيعية، إلى الآن لم نرى درامات حديثة تحكي حياة وآثار أهل البيت، بل لابد من انتاج دراما ومسلسل لا ينتهي لامام زماننا الحجة بن الحسن المهدي ارواحنا له الفداء، لاننا اليوم ونحن نعيش في عصر الفتن والتزييف للحقائق اشد حاجة لمحاكاة العصر وما يتطلبه من تغيير في تفكير الناس وما هي الطرق المؤثرة والاقوى في ايصال الحقيقة للناس وتجعلهم يتمسكون بمبادئهم وعقاىدهم.
قنوات التلفيزيون العراقية الشيعية، قنوات ضخمة وكبيرة ولها متابعيها، ولكن يعاب عليها أنها لا تتبنى مشروع وسياسة لا توجد فيها مجاملات، وعليهم أن ينتهجوا نهجا جديدا عصريا يجعل من قنواتهم تتبنى فكرة الدفاع عن العقيدة والمذهب بشكل مقنع وهادف، واستغلال الأوقات المناسبة لها في الأشهر الحرم وفي رمضان المبارك.
ـــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha