محمود الهاشمي ||
لم يكن اعلان حكومة السيد السوداني بانها (حكومة خدمات) الا عن سبب مهم هو ان جميع الحكومات التي سبقتها تركت ارثا سيئا من سوء الخدمات الى الحد الذي جعل
اغلب العراقيين يهجرون بلدهم ليبحثوا عن شوارع نظيفة على الاقل .!
اعلان الحكومة الجديدة على انها (حكومة خدمات )جعل اغلب الاقلام تهتف لها وتدعم توجهاتها ،وماطمأن الجميع لها ان رئيسها السيد محمد السوداني زار (امانة بغداد )وحث العاملين لتقديم المزيد من الخدمات للشعب ،كما دعم عمل الامانة بالاعلان عن تحويل اصحاب العقود والاجور اليومية الى الملاك الدائم وبذا اضيف حوالي الف عامل لكل بلدية التابعة للامانة واطمأنوا على مصيرهم ورواتبهم .
وقد يصل عدد العاملين بالامانة الى (13)
الف ،اذا لم تخطيء ارقامي .
مضى على حكومة السيد السوداني (100)يوم فيما تغرق بغداد (العاصمة )بالنفايات وتتطاير اكياس النايلون فوق الشوارع والمارة والمنازل ،وتزداد التخسفات في الشوارع والازقة ،واذا كنا نشهد ترقيعا لهذا الشارع او ذاك فقد اختفت اي الية وعادت عجلات النفايات الى عادتها القديمة بالمرور (غبّاً).
عادت العربات التي تجرها الحيوانات لتصطف وينبش اصحابها بالنفايات والازبال
رجالا ونساء فيما الذباب يحاصر المكان .
الارصفة محتلة والسابلة والمتسوقون يمرون بطريقة (الزگزاگ)والامهات تحرجر اطفالها .
اما حدائق المنازل فقد تحولت الى منازل وبات المنزل الواحد (منازل)! والمتزل في مدينة الصدر على صغره (70)مترا يحوي (25) فردا ،ومالذلك من تأثير على الوضع النفسي للاسر الساكنة وعلى الاباء .!
مدن كاملة في بغداد العاصمة بلا خدمات
والعشوائيات التي تعدادها (1220) حيا تتجاوز على اية مدينة قريبة تجاورها لتحصل على الخدمات !
حين تتوقف (روابط الجسور )فعلى الاقل تحتاج الى اربعة اشهر لاصلاحها وبعد ان تحطم الالاف من العجلات المارة عليها وتعطل حركة المرور .
دعامات الجسور محطمة وشكلها يثير القرف اما الصبغ فيغيب تماما عن الارصفة ومازالت (بلوكات )النظام البائد نفسها مأكولة ومنخورة من كل جانب ومكان .!
اللوحات المرورية والدلالات على حالها وتشوهها .
سألت مسؤولا بالبلدية فيه من الخلق الكثير
وتربطني به علاقة قديمة (لماذا هذا الاهمال)
فقال (ان تمويل البلديات ذاتي ونعتمد على مانحصل عليه من ضرائب وعقوبات واجازات البناء!.
بعض التخسفات في الشوارع الداخلية للمدن يمكن ان تبتلع (شاحنة ) .
ترى هل الاسفلت مستورد من (الارجنتين )او (تشيلي)؟وقد اخترتها لبعدهما عن العراق .
جميع مكونات الاسفلت لغرض اكساء الشوارع موادها الاولية متوفرة وبكثرة بالعراق .
المشكلة قد يكون لنا لقاء بالسيد امين بغداد بعد ايام واعتقد ان الرجل سوق يتلو علينا بيانات وارقام (مثل من سبقوه )وبالنهاية نبدو مثل مسرحية (كاسك ياوطن )حين تسال المقدمة المسؤول من ان قرية العنوزة بلا (نور ) -القصد الكهرباء -
يبدأ المسؤول بخطبة عن (النور الذي عم الامة العربية ..الخ) وقطعا السيد الامين سيلقي باللائمة على اثنين الاول المواطن والثاني (الميزانية) اما المواطن فلا يرده سوى القانون واما المال فعند (العروس)وهو حجة كافية لاسكاتنا ،فقد التقينا قبله بالسيد وزير الكهرباء ،فاوجز ازمة الكهرباء بسببين الاول ان وزارة النفط غير متعاونة والثاني ان ميزانية الوزارة تذهب (80%) منها (تشغيلية )فاسكتنا وأيأسنا !
لاشك سوف نؤكد للسيد الامين بانه يمكن الاعتماد على نظام الشركات لكي تتولى تقديم الخدمات لاهالي بغداد بدلا من الخدمة المباشرة ونذكر له اسماء عواصم ومدن دول مجاورة مثل تركيا وايران والكويت والسعودية والاردن تبدو جدا تظيفة ،ولكن بدون فائدة فالرجل زار هذه المدن من قبل وزار فرنسا والمانيا والتقى بعمدة باريس والتقط معها صورا تذكارية ..
شكرا للحشد الشعبي بادر في اكساء بعض الشوارع وكيف له ان يغطي دولة بكاملها ؟.
دعونا نحلم ببوم تأتينا (حكومة خدمات )
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha