حوراء علي الحميداوي
إن الله تعالى خلق الخلق لعبادته، وسخر لهم ما في السماوات وما في الأرض، ورغَّبهم في الجنة، ورهَّبهم من النار، وذكرهم بما هم مقبلون عليه بعد الموت من أهوال وكربات عظام، لكن الكثير من الناس ينسى هذه الحقائق ويغفل عنها قال الله تعالى
(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلاَّ اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ)[الأنبياء:1- 2]،
الغفلةُ عن تعلُّم العلم الشرعي، والغفلة عن قراءة القرآن، والغفلة عن الأذكار التي تَحْفَظُ الإنسانَ من شياطين الإنس والجن. ومن علامات الغفلة: استصغارُ المُحرَّماتِ والتهاونُ بها، وإِلْفُ المعصيةِ والتَّفاخرُ بها، يقول النبيُّ صلى الله عليه وال وسلم: «كُلُّ أُمَّتِي مُعَافًى إِلاَّ الْمُجَاهِرِينَ.
للغفلة عقوباتٌ في الدنيا والآخرة؛ ويكفي أنَّ الغفلة من صفات أهل النار، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ﴾ [يونس: 7، 8]. والله تعالى يُجازي أهلَ الغفلة بغفلةٍ أعظم؛ جزاءً وفاقاً: ﴿ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ﴾
من أفضل الأمور التي نُعالِجُ بها الغفلة: تعلُّم العلم الشرعي، والإكثارُ من قراءة القرآن، وذِكْرِ الله تعالى: يقول النبيُّ صلى الله عليه وال وسلم: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا، إِلاَّ ذِكْرَ اللَّهِ وَمَا وَالاَه، أَوْ عَالِما او مُتعلما، ومن علامات الغفلة: التكاسل عن الطاعات، وقِلة ذِكْرِ الله، ومن صفات المنافقين أنهم ﴿ إِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاَةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾
يقول الله تعالى: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ) إن من أعظم أسباب الغفلة الجهل بالله عز وجل وأسمائه وصفاته، والحق أن كثيرًا من الناس لم يعرفوا ربهم حق المعرفة، ولو عرفوه حق المعرفة ما غفلوا عن ذكره، وما غفلوا عن أوامره ونواهيه، لأن المعرفة الحقيقية تورث القلب ان تعظيم الرب ومحبته وخوفه ورجاءه، فيستحي العارف أن يراه ربه على معصية، أو أن يراه غافلاً. فأُنس الجاهلين بالمعاصي والشهوات، وأُنس العارفين بالذكر والطاعات، ومن أعظم أسباب الغفلة الاغترار بالدنيا والانغماس في شهواتها، قال الله عز وجل: (ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)[الحجر:3].
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha