زيد الحسن ||
النظرة الفاحصة لما يجري في العراق محيرة تماماً ، وفود تذهب و وفود تأتي على اعلى المستويات ، والسفارة تزور هذا و ذاك ، وهذا يوقع وتلك تراقب ، والشعب في سبات ، والوعود تنهال علينا من كل ركن ومن كل صوب ، والجميع يتحدث عن الانجازات و يتبجح ، والاخبار تزف البشرى تلو الاخرى ، وكل مايجري يشبه المتاهات .
(رجب )(طيب ) ( اردوغان ) ثلاث اسماء يحملها شخص واحد ، لن نتحدث عن حياته السابقة ، بل عن اخر دقيقتان ماذا قال فيهم ، وبعدها سنراقب التنفيذ ؛ قال سنبني كل منزل ونعوض كل موطن خسر ممتلكاته ونعوض كل مواطن مما فقد ، وفصل الامر تفصيلاً وبالارقام ، وذكر كل الخسائر من البنايات الشاهقة وصولاً الى ( الدجاجة ) ، وذكر ان كل هذا البناء سينجز خلال اشهر قلائل ، صحيح نعلم انه يكذب بدليل انه لم يبني مستشفى واحد وان العشوائيات منتشرة في البلد ، وصحيح ان الكهرباء لم ترى النور منذ عشرون سنة وصحيح ايضاً ان المصانع و المعامل متوقفة منذ عقدين ، لكن الرجل لديه عذر فهو يعرف الله ومنشغل بالعبادة والصلاة ، عن اردوغان اتحدث ؟.
الدول العظمى تبعث رسائل تكاد تكون شبه يومية الى رؤوس الهرم في العراق ، وهذه الرسائل تطلب التعاون والشراكة ، وساستنا ( الطيبون ) في معارك حامية الوطيس فيما بينهم ، فلا يمر يوم الا ونسمع عن تصريحات من هنا او هناك ان الاخوة في تنابز وتهاتر لايوصف ، ويبدوا ان القلق قد دب في النفوس ، وحتى الكتل الكبيرة فيما بينها بدأت بالانشطار فنسمع بتكوين حركات و تجمعات سياسية جديدة يقودها فلان انشأها في شهر ( رجب ) ، ولا نعلم الغاية من هذا الانشطار .
الاختراقات الامنية تزداد يوماً بعد يوم ، يقابلها سقوط الشهداء بلا هوادة ، ويتيتم الاطفال دون ذنب او جريرة ، وبالتأكيد اسرهم تعاني الى ابعد حد ، فلا يوجد نص قانوني صريح على مقدار التعويض للشهداء ، بل ان الامر لايعدوا عن حضور احد المسؤلين فاتحة الشهيد يحمل دمعة ( كاذبة )، ويطوى ملف العائلة بالكامل .
هل يعقل ان نركن ونطلب العلاج ممن كان هو سبب المرض والعلة ؟، هل فقد ساستنا الرؤى الحقيقية عن كيفية التصدي للاطماع الخارجية ، وكيفية بناء العراق ، وهل علينا الانتظار اكثر ام ان علينا التضرع الى الله وطلب انزال زلزال وخسف بكل من كان السبب في ضنك عيشنا ، فمن الواضح بل المؤكد ان جميع اقطاب الساسة في قلق و توتر وربما ستحدث صعقة تهزك
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha