كوثر العزاوي ||
مظاهر إحياء مواليد الأئمة"عليهم ااسلام" وإنْ اختلفت صورها باختلاف الزمان والمكان، إلا أنَّها تبقى في نسقٍ واحدٍ تستهدفُ التوثيقَ للصلة بين أهل البيت "عليهم السلام" وبين شيعتهم، وهي فرصة متاحة للتعبير عن تمسُّكها وولائها لهذه الصفوة من أولياء الله، كما تستوحي من سيرتهم منذ ولادتهم وحتى وفاتهم جَمّ السجايا النبيلة والأخلاق العالية التي كان عليها أهل البيت"عليهم السلام" وأخذ العِبرة من خلال الوقوف على عِظَمِ المنزلة التي تُعَدّ من البشارات للبشرية، وبذلك يساهم الإحياء الذكرى في إبراز المكانة الرفيعة التي تمثّلها ولادة المعصوم في دنيا الرسالة والأمة وهي تستحضر تفاصيل السيرة العطرة ليعيش معها مَن حضر هذه الظلال الوارفة.
وثمة ثمار تُقطَفُ في واحة الذكرى عندما تكون المحفِّز لإيقاظ العزائم في النفوس التي تلتمس الاستقامة على نهجهِ وهُداه، ونشر قيم التسامح، والمحبة، والتعامل الإنساني الراقي فيما بين اتباعهم من المؤمنين وحتى غير المؤمنين سيما مااعتاد عليه عوام الناس فصلًا عن الخواص في مواليد الأئمة من قبيل الخروج إلى الشوارع وتوزيع الحلوى وتزيين الطرقات وتنظيم مجالس الفرح، فأنّ كل ذلك وماذُكِر، يقعُ تحت عنوان الإحياء لأمر أهل البيت"عليهم السلام" وهو أمرٌ راجح حضَّت عليه الروايات وأفادت أنَّ {شيعتنا منّا، خُلقوا من فاضلِ طينتنا، وعُجِنوا بماء ولايتنا يَحزَنون لحزننا ويفرحون لفرحنا}، وكما ورد عن الصادقين "عليهم السلام"
{أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا} ومن هنا جرت العادة إذ أنها سنّة حسنة وطقوس مستَحسَنة منذ عصورٍ متقدِّمة على إحياء هذه الذكريات المباركة، شريطة أن تكون مظاهر البهجة والسرور في سياق وحصن الضوابط الشرعيّة والأهداف السامية لأهل البيت" عليهم السلام" إذ لا يُطاع الله عزَّ وجل من حيث يُعصى.
أزكى التهاني بذكرى مولد النور الخامس من آل محمد عليهم السلام
٣-شعبان-١٤٤٤هج
٢٤-شباط٢٠٢٣م
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha