حازم أحمد فضالة ||
نسمع كثيرًا خطابات في العراق، تقول: نريد علاقات متوازنة مع الدول جميعًا (أميركا)، حسنًا، لكن العراق صوَّتَ يوم الخميس: 23-شباط-2023، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، على قرار غير مُلزِم ضدًّا من روسيا، وهو: (انسحاب فوري لروسيا من أوكرانيا)، علمًا أن دولًا مثل: الصين، الهند، باكستان، إيران، طاجيكستان، أوزبكستان، قيرغيزستان، كوبا، جنوب أفريقيا، أثيوبيا، السودان، الجزائر… وغيرها بمجموع (32) دولة امتنعت عن التصويت، فضلًا عن (7) دول صوَّتت بالرفض للقرار، من بينها: سورية، مالي، إريتيريا… ؛ من أجل ذلك نقول:
1- غردت السفيرة الأميركية في العراق (ألينا رومانوسكي)، بتاريخ: 26-آب-2022، قالت: «تناقشتُ مع القائم بأعمال السفارة الأوكرانية لدى العراق ألكسندر بورفشنكوف بشأن زيادة التنسيق الدولي والعمل مع شركائنا، بما في ذلك العراق، لمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها ودعم الشعب الأوكراني ومحاسبة روسيا… »
انتهى
السفيرة الأميركية، لا تعترف بمصطلحات مثل: التوازن، الحياد، علاقات مع الدول جميعًا… إلخ، وتريد إقحام العراق في دائرة المعسكر الغربي!
2- أميركا تريد تحديد علاقة العراق معها، على أنه (تابع لسياستها)، ولا رأي للعراق في ذلك، وتريد أن تزجّ الشعب العراقي بمحرقة أوكرانيا!
3- أصحاب القرار في العراق، عندما يقولون: (نريد)، فعليهم أن يخبرونا ماذا (تريد أميركا) أولًا، ومِن ثَمَّ نسمع رأيهم بماذا تريد أميركا، وبعدها يعلنون لنا (ماذا يريد العراق).
4- أصحاب القرار في العراق، لا بد أن يعلموا أنَّ ميزان علاقات أميركا ومعيارها الأساس في غرب آسيا هو: (أمن إسرائيل)؛ وفي ضوء ذلك، يأتي الأميركي، ويعرض موقف أصحاب القرار في العراق من (أمن إسرائيل) على ميزانه ومعياره، وبعدها يكون ما يريده أصحاب القرار في العراق (واقعيًّا أو غير واقعي).
· التوصيات للدولة العراقية:
1- الدولة العراقية حتى الآن ليست عندها (سياسة خارجية) مرسومة، لذلك أي وزير خارجية يأتي؛ نجده يتصرف اجتهادًا مع السياسية الخارجية، بحسب القومية والمذهب والمصلحة الحزبية! بما فيهم وزير الخارجية (الكردي من حزب بارزاني)، الذي يحاول تعويض إخفاقه في مفاوضاته مع (لوبي بارزاني في الكونغرس).
علمًا أنَّ السياسة الخارجية للدولة، ترسمها المؤسسات الثابتة مثل مجلس الأمن القومي، ووظيفة وزارة الخارجية هي (تنفيذ السياسة المتعلقة بها)، من هنا لا بد أن تبدأ الدولة العراقية برسم سياستها الخارجية.
2- خسرت الحكومة العراقية بهذا التصويت (ضدًّا من روسيا)؛ شعار (التوازن)! فالتوازن في مثل هذه المواقف هو ألَّا تمنح صوتك لأي طرف، وليس أن تمنحه للطرف الأميركي!
3- نطالب الحكومة العراقية، باتخاذ مواقف دولية أكثر شجاعة، ولتأخذ من هذا المتغير في أدناه؛ درسًا في قراءة المتغيرات الإستراتيجية:
سبقَ أن رفضَ مجلسُ الأمن الدولي، بتاريخ: 14-آب-2020، مشروع قرار أميركي؛ لتمديد حظر التسليح المفروض على الجمهورية الإسلامية، الذي كان قد فُرِضَ على وفق القرار: (2231)؛ صوتت روسيا والصين ضدًّا من القرار، وامتنعت إحدى عشرةَ دولة من التصويت، بما فيها: بريطانيا وفرنسا، ولم تصوت مع القرار غير (أميركا وجمهورية الدومينيكان)، هذا من أصل خمسة أعضاء دائمي العضوية، وعشرة غير دائمين، أي: (15) عضوًا.
4- الواجب اليوم إعادة تعريف لمصطلح (التوازن)، ويجب أن ننتقل إلى (التوازن العادل)، ونهجر (التوازن المتساوي)، لأننا أقرب إلى منظمة شنغهاي واتحاد بريكس، من الغرب مجتمعًا، فهنا يحضر التوازن العادل على أساس القرب والبعد بين المحورين، وليست المساواة التي تجرّ الويلات الاقتصادية والإفلاس والإفقار خلفها.
5- المطلوب من الإطار التنسيقي، وتحالف عزم؛ التدخل الفوري، من أجل معالجة هذا الإخفاق في السياسة الخارجية، وأن يُصدرا بيانًا جماعيًا يرفض تصريحات السفيرة الأميركية؛ بجرِّها الشعب العراقي طرفًا في حرب الغرب على روسيا في المسرح الجغرافي الأوكراني، وبذلك تسقط شرعية دعوات رومانوسكي، وتوقف تمثيلها للشعب العراقي.
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha