كوثر العزاوي ||
إنّ العبد هو: مجموعة حاجات دنيوية وأخروية لا مناص من إشباعها إن تحقق له ذلك، أو الصبر حيالها في نطاق ما هو خاضع للتأجيل لعلمِ الله تعالى بما ينسجم ومصلحة العبد، لكن ثمة صدمات تحصل للعبد تُسبِّب منعطفًا قد يسفِرُ عن انتكاسة تعرقل حركته نسبيًا أو كليًا! فيصبح السؤال عندها، كيف يمكن للمبتلى كونه صاحب هدف من تحقيق هدفِهِ بعد تعرُّضه لانتكاسة ما؟!
ينبغي عليه إذا كان ينوي النهوض وهو عازمٌ على المضي في تحقيق أهدافه والوصول، فسوف يحتاج إلى الحافز للقيام بذلك، لانّ الحافز هو الوقود الذي يحرّك عجلة المسيرة نحو الأهداف السامية،
فبينما ينظر بعض الناس إلى النكسات على أنَّها نهاية الأهداف والفشل، تجد أصحاب الغايات السامية يعَدُّونها مصدر إلهام للعمل، وباعثٌ لاجتياز المحنة بجدّ، بل ومضاعفة الإمكانية لكسب الدوافع بأيَّة طريقة يختارها! فالتعامل مع الانتكاسة يمكن أن يكون مشجّعًا للنهوض مجددًا بين التحدّي والثقة بالنفس، وقد يختلف هذا من شخص لآخر لخصائص معينة.
وعلى الرغم من أنَّ الانسان غير قادر على التحكّم دائمًا بظروف الحياة، إلّا أنَّه يُمكِنه التحكّم باستجابَتهِ لتلك الظروف والتأقلم معها من خلال فنّ التعامل ليديرها وِفقَ مهارتهِ، وذلك عبر التوكل على الله والثقة به وحسن ظنه به "عزوجل" اذا أمتلك الفهم الصحيح لفلسفة الإبتلاء ومفهوم الصبر، وبذلك تبدأ عملية الاقتراب من الهدف خطوة بعد خطوة.
وشيئًا فشيء تتجلّى حكمة الباري "عزوجل" وتنجلي غمامة الحزن، فيُدرك العبد ماذا تعني النكسات في حياته! ليُبصِر أنَّ هناك شيئًا يحتاج إلى تحسين في مجريات حياته، أو أنّ ضعفًا ما يحتاج إلى تقوية بنيانه! وما عليه بعد التشخيص إلّا إمعان النظر إليه ليدرك الحقيقة، بأنَّ الإنتكاسات: ماهي سوى دروس تحفّز الانسان على مواصلة المسير لا أن تُقعِدهٌ وتُبعِدهُ عن نهج تكليفه البتة! طالما يحدّثُ نفسهُ معتقِدًا بخلافة الارض.
٦-شعبان١٤٤٤هج
٢٧-شباط٢٠٢٣م
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha