رسول حسن نجم ||
بعد إحدى وعشرون عاماً من الاحتلال الامريكي والعراق يشهد تدهوراً مستمراً في مختلف القطاعات، لاسيما قطاع الطاقة، الذي أصبح وأمسى الهاجس الأكثر الحاحاً في حياة كل العراقيين وبالأخص مع اقتراب فصل الصيف العراقي اللاهب من كل عام. مشكلة الكهرباء أوجدها المحتل الأمريكي وقد أعلنها الجنرال كيسي بكل صراحة حسب مانقله المرحوم أحمد الجلبي عند لقائه به عام ٢٠٠٦ برفقة رئيس الوزراء العراقي آنذاك، الأمر الذي أدى بالنتيجة الى هدر الميزانيات الإنفجارية المخصصة لوزارة الكهرباء طيلة هذه السنين في حلول ترقيعية لم يلمس المواطن العراقي منها أي تقدم يُذكر.
أقحم المحتل الأمريكي شركة جنرال اليكترك الأمريكية قسراً ورغماً على الحكومة العراقية للاستحواذ على جزء كبير من أموال العراقيين يمكن لنا تسميتها
بأتاوات أمريكية مفروضة على الشعب العراقي بعنوان إصلاح المنظومة الكهربائية، فلو كانت الولايات المتحدة صادقة في نيتها بإصلاح هذه المنظومة الحيوية إنتاجاً ونقلاً وتوزيعاً لفعلتها منذ سنين لما لهذة الشركة من باعٍ طويل في هذا المجال، ولكن المماطلة الامريكية باتت واضحة لاسيما بعد إعتراضها على شركة سيمنز الألمانية وعرقلتها للإتفاقية الصينية.
السيد السوداني يسير في إصلاحاته في حقل ألغام، فهو بين ضغط الشارع المكتوي بنار الحكومات المتعاقبة على هدر ثروات البلاد، والذي بدأ صبره بالنفاد، وبين الكتل السياسية وفرض الإرادات من ناحية، وبين الضغوط الخارجية وماتحمله من مساومات مصيرية تمس مستقبل العراق على المدى البعيد من ناحية أخرى. الأمر المثير للإستغراب هو انقطاع التيار الكهربائي عدة مرات أثناء مؤتمر السفيرة الأمريكية الينا رومانيسكي في نينوى، ولاأدري هل هو عفوياً، أم هي رسالة الى ممثلة الولايات المتحدة في العراق لتذكيرها بعقود جنرال اليكترك المتلكئة جداً!؟
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha