المقالات

لماذا معاوية الآن ؟


حسن كريم الراصد ||

 

هنا تكمن العلة وهنا يكمن الجواب في كيفية التعامل مع مشروع مسلسل معاوية . فان تعرفنا على الغاية المتوخاة من عرض هكذا عمل درامي عندها سنتمكن من تحديد كيفية التعامل معه . فقد يكون الهدف أن يجروننا للشتم واللعن والسباب وهذا ما فعلناه منذ الاعلان عن انتاج المسلسل .. وقد يكونوا حققوا الهدف مبكرا ويضحكون على سذاجتنا بسرهم بعد استدراجنا لمنطقة القتل ببلاهة .. فكل حركة لا يمكن التعرف على مركز أهدافها دون النظر للزمان والمكان .  فحرق نسخ المصحف في السويد ليس كحرقه في اندنوسيا مثلا . وهذه الحركة وهذا الفعل تختلف أهدافه أن جرى في القرون الوسطى أو حتى قبل نصف قرن بلحاظ الثورة الاعلامية التي حدثت اليوم والتي جعلت من العالم مجرد قرية صغيرة . وبالنظر مليا للزمانكانية المشروع السعودي اليوم ستجد أنه أتى بعد دورة الخليج التي جرت قبل أشهر في البصرة والتي حققت انتصارا اعلاميا بعد أن أميط اللثام عن حقيقة الوضع في العراق ومستوى الامن والتحضر والرقي الذي تنعم به البلاد والذي صوره الاعلام الخليجي والعربي على أنه الجحيم ولا يمكن العيش والسفر والتنقل فيه وهذه الانتفاضة الاعلامية كانت بأدوات اعلامية خليجية وليست محلية .

بعد هذا الاكتشاف الجديد للعراق من قبل المواطن الخليجي وبعد أن جاءت الالاف للبصرة للتمتع بأجوائها ونكهتها الفلكلورية التي لن تجدها في مدن الدنيا وبعد أن شعرت هذه الالاف ان الشيعة لا يعضون ولا يفترسون الآخرين بل هم شعب بسيط مضياف طيب يحب الانسان مهما كان انتماؤه العقائدي ولا يشعر بالضغينة بل هو متسامح حتى مع من قتلوا وفخخوا وشردوا ابناءه سقط بأيدي أصحاب القرار في السعودية وشعروا بهزيمتهم في معركة التضليل وتملكتهم الدهشة من أمكانية البصريين في التعبيير عن اخلاقياتهم وقدرة الشيعة على كسب قلوب حتى مناوئيهم فشعروا بالحاجة الى الرجوع الى المربع الاول وأعادة أنتاج فتنة  تعيد تأجيج المشاعر وأشعال القلوب بنار الغل والضغينة وليس هنالك أفضل الطائفية لها القدرة على ذلك فأعلنوا مسلسلهم وروجوا له بكثافة لكي يحقق أكبر زخم من الشد الطائفي وليحصلوا على ردة فعل عنيفة وفوضوية أحيانا ليقولوا لشعوبهم : هؤلاء من ظننتم أنهم متسامحون يحترمون الآخر وأن أختلف معهم ..

وبالتالي فأن ما تحقق في البصرة من أنجاز وانتصار على ماكينتهم الاعلامية التي أنتجت الكراهية على مدى عقدين قد قد ذهب هباءا منثورا بشهر بعد هجوم معاكس ومقابل تمكنوا فيه من تحرير قلوب شعوبهم من حب العراق وعشق البصرة والتلذذ بقيمرها  والتغني بكرم أهلها والأندهاش عند أكتشاف كوكب أسمه العراق ظل مغيبا عنهم فعاد اليوم ليغيب عن ذاكرتهم بعد التجرؤ على معتقداتهم وعدم الوقوف عند شتم معاوية وفضح أكذوبته بل تعداه لقيم أمرنا بالوقوف عندها ..

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك