ظاهر العقيلي
لم تكن الاجهزة الامنية القمعية الصدامية البعثية المتعددة والدموية وبكل ما اقترفته وتفننت به من جرائم وتعذيب وقتل واعدامات واعتداء على الناس الابرياء العزل بعائق امام العراقيين المؤمنين منهم والاباة والمجاهدين المقاومين الاحرار يعيق الانتفاضة والوقوف بوجه اعتى نظام ديكتاتوري عرفته البشرية .
فما فتئت قوات النظام الصدامي ان تستفيق او تستقر من وقع الدمار الذي لحق بها بعد انسحابها من الكويت خائبة وبحالة من الذل والانكسار حتى بدأت انتفاضة الشعب العراقي الحر والابي في شهر شعبان من عام ١٩٩١م ضد نظام البعث الصدامي القمعي واجهزته البوليسيه والتي شملت اربعة عشر محافظة عراقية لاذ خلالها ازلام البعث بالفرار من صولات وجولات المنتفضين والمجاهدين الابطال الذين رفعوا شعار ( صدام اشرد جوك السادة ) .
حيث لم يكن يتوقع الطاغية صدام ان قواته القمعية والتي اسسها على القمع والتعذيب والتنكيل وانفق في تكوينها وتاسيسها الاموال الطائلة وبدعم قل نضيره من دول الاستكبار العالمي ودول الخليج حيث السكوت المطبق على كل جرائمه القمعية الدموية ضد ابناء الشعب العراقي عموما والشيعة خصوصا يضاف الى ذلك الدعم الاعلامي الكبير لنظامه المستبد ان تنهار بهذه السرعة والعجالة امام انتفاضة الشعب العراقي والذي تحدى دولة البعث القمعية الظالمة فلقد بات في حينها امرا مؤكدا لدى جميع المحافظات العراقية المنتفضة أن استرجاع الحق ونيل الحرية من صدام ونظامه لا بد أن تعبأ له كل التضحيات بالنفس والنفيس .
كان للدافع الديني دور أيجابي في أيقاظ همة المنتفضين وخاصة ان الرمز القيادي والثوري انذاك لها كان اية الله السيد محمد باقر الحكيم ( قده) وجمع مبارك من علماء الشيعة الافذاذ في مقدمتهم المرجع الاعلى السيد الخوئي ( قده) والمرجع السيد عبد الاعلى السيبيزواري ( قده) والشهيد الصدر الثاني ( قده) والسيد بحر العلوم ( قده) واخرين والذي استطاع هذا الجمع العلمائي والحوزوي العظيم والكبير أن يشكل هاجسا مرعبا للطاغية العميل صدام وكابوسا نغص عليه استقراره قاد الانتفاضة الشعبانية المباركة منذ انطلاق شرارتها الاولى عدد من هؤلاء المراجع واشرفوا عليها في محافظتي النجف وكربلاء المقدستين واصدروا البيانات المؤيدة لها ووضعوا البرنامج الخاص بتنظيمها وتنظيم شؤونها على النحو العاجل .
لم تمض ايام معدودة على قيام الانتفاضة الشعبانية الخالدة عام ١٩٩١م حتى بدأت مؤامرات دول الخليج والاستكبار عليها وارتفعت الاصوات المناهضة لها والمنددة بشيعة العراق وعدم قبولهم لان يكون حكم العراق حكم ديمقراطي حر فالتف الطاغية صدام عليها وقرر قمعها بكل قوة وجبروت ودون اي تردد فاصدر امره بهجوم قطعات الحرس الجمهوري على كل المحافظات المنتفضة شمالا وجنوبا ووجه بان تستخدم جميع الاسلحة المتاحة ومنها السلاح اليكمياوي والذي كبار قادته يستخدمونه ضد ابناء الشعب العزل والمدن المقدسة فانهالت الصواريخ البعثية على المدن الامنة لتدمر كل الحياة وتقتل الابرياء والاطفال والنساء وكبار السن وتهدم المراقد الدينية وتهلك الحرث والنسل وعلى غرار المعطيات التي وصلت الى راس النظام البعثي وحدوث مقاومة لصد هجوم قطعات الحرس الجمهوري للدخول لبعض المحافظات اوجب على جميع قادته بضرورة ارتكاب ابادة جماعية ومجازر ضد المنتفضين لوكل من يقف في وجه صدام .
سجلت الانتفاضة الشعبانية الخالدة عام ١٩٩١م صرخة شعب شيعي عراقي مظلوم ضد سياسات البطش والتجويع والقهر البعثي الصدامي المدعوم خليجيا وامريكيا وصهيونيا فكانت حقا الثورة الشيعية الكبرى بعد الثورة الاسلامية في ايران لذلك كلفت صدام بتنازالات داخلية واقليمية جمى .
نجحت الانتفاضة نجاح كبير وسريع على الارض لكن التأمر الخليجي والامريكي الطائفي الداعم للعميل صدام اجهضها مما ادى بعد ذلك الى قيام نظام صدام بقمع الشعب المنتفض بشتى الوسائل والاساليب دون مراعاة لاي حق من حقوق الانسان .
ونحن اذا نعيش ذكرى هذه الانتفاضة المباركة والخالدة والتي اعطينا فيها الدماء الزكية نطالب الحكومة العراقية والبرلمان بدعم حركة الانتفاضة الشعبانية ومكاتبها وبكل وسائل الدعم وادخال جهادها بالمنهاج الدراسي لتنوير الاجيال ولتكون نبراسا خالدة في تاريخ العراق المضحي والمجاهد .
https://telegram.me/buratha