د.محمد العبادي ||
لعل كثير من الناس لا يعرف ان إيران تتمتع بجغرافية قل نظيرها في العالم، وقد أودع فيها من كل الثمرات ،وفيها فاكهة الشتاء والصيف ،ومناخها متنوع ؛ففي الوقت الذي ترتفع درجة الحرارة في مناطقها الجنوبية إلى ٤٥ درجة مئوية،تنخفض درجة الحرارة في بعض مناطقها الشمالية مثل شهر كرد واردبيل إلى ١٠ درجة مئوية.
لندع مائها وهوائها وبساطها الأخضر الذي يمتد على أراضي شاسعة.ولنتحدث عن صناعاتها،لكن
أخشى أن يقول بعض الناس أني أبالغ كثيراً ان قلت أن آلاف الشركات والمعامل الايرانية تنتشر في إيران، وتلك حقيقة لايمكن إخفائها فأسماء تلك الشركات والمعامل وعناوينها وأرقام هواتفها متوفرة على سطح الإنترنيت .
أستطيع أن أقوم باستعراض اسماء تلك الشركات بفروعها -والتي تشكل العمود الفقري في الصناعات الايرانية-،لكن المقام لا يسمح بالتفصيل واكتفي بذكر اسماء بعضها مثل شركة صناعة بتروكيماويات الخليج الفارسي وتدخل تحتها شركات وفروع مثل : شركة بتروكيماويات بندر أمام، وشركة تندگویان، وشركة بو علي ،وشركة فجر ،وشركة نوري،وشركة إيلام،وشركة أروند،وشركة مبين،وشركة پارس،وشرکة كارون،وغيرها.
وايضاً تنتشر في إيران صناعة الألمنيوم واوراقه وسبائكه والتي تدخل في صناعة الخطوط الكهربائية والأدوات المنزلية والصناعات الإلكترونية واجزاء الطائرات وغير ذلك .
هناك شركات كثيرة للألمنيوم في إيران بحيث توجد أكثر من ثلاثين شركة ؛مثل :شركة ألمنيوم المهدي في غرب مدينة بندر عباس،وشركة ألمنيوم إيران أو( شركة ايرالكو) والتي تقع في محافظة آراك، وشركة ألمنيوم جاجرم في مدينة خراسان الشمالية ،وشركة ألمنيوم الجنوب أو ( شركة سالكو)،وشركة آكيا أو شركة ألمنيوم تبريز ،وشركة أروم الياژ او شركة ألمنيوم أروميه ، وشركة پژواك سپاهان في اصفهان المسماة( آليكو) ،وشركة ألمنيوم كوپال اصفهان في قضاء نجف آباد التابع لإصفهان.
اما في العاصمة طهران فتوجد (٢٢) شركة للألمنيوم مثل شركة ألمنيوم الغدير ، وشركة ألمنيوم آرين ،وشركة صناعة الألمنيوم سيمرغ وغيرها.
وتوجد في إيران شركات كثيرة لصناعة الحديد والصلب حيث يقدر عددها ب(٦٠) شركة ومصنعاً ؛مثل شركة الحديد والصلب مباركه في اصفهان،وشركة الحديد والصلب في هرمزگان،وشركة الحديد والصلب في خوزستان ،وشركة الحديد والصلب في يزد ،وشركة فولاذ أمير كبير كاشان ، ومعمل فولاذ ألبرز ،ومعمل فولاذ آذربيجان وغيرها.
إن قطاع الصناعة كبير جداً ؛فإيران اليوم تصنع السيارات والحافلات الكبيرة ،والقطارات، والسفن ،والصواريخ والطائرات،والأقمار الإصطناعية، والجرارات( التراكتورات)،والأجهزة الإلكترونية ،والأدوات المنزلية ،ومختلف قطع الغيار وغيره .
هذا ناهيك عن القطاعات مثل الطب ،والزراعة والسياحة والنقل والاتصالات و..و..الخ.
أقول إن (الدولار الأمريكي ) عندما يصعد على حساب نزول عملة إيران وشعوب المنطقة لا يعني أن ايران وبلدان المنطقة فقيرة ،وإنما يعني أن سياسة تجويع الشعوب وإفقارها والتحكم بأسواقها هي من أبرز سمات النظام المالي الرأسمالي الذي تتزعمه أمريكا،وربما إيران وباقي الدول الحرّة تفكر وتقرر في المستقبل القريب جداً في القيام بعمليات جراحية قيصرية في الخروج من الدائرة المغلقة التي تدور فيها حول النظام المالي الإستعماري والذي يسرق قوت الشعوب وقدراتها ،ويرفع بذلك سعر ورقته النقدية غير المغطاة.
هناك فرق بين إيران فقيرة وعملتها هابطة ،وبين ايران غنيّة وعملتها هابطة بسبب تحكم أمريكا بنظامها المالي الإستعماري .
إن إيران كبيرة ومتعالية وتتوسل بها أمريكا من أجل أن تتفاوض معها ،لكنها تأبى أن تتنازل عن إعتدادها بعزتها وطهارة موقفها،وهي لاتحتاج شفقة وترحم من أحد، وقد شاهدت ان هناك صموداً وتصميماً من قبل المسؤولين فيها ،لكن الأعداء بعد أن أعيتهم الحيلة يحاولون ان ينفذوا على بعض الناس وتصوير الواقع على خلاف الحقيقة (كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله).
إن إيران قوية ومؤثرة محلياً واقليمياً ودولياً ،ولديها القوة الكافية في تجاوز مختلف الصعوبات والأزمات، وتستطيع التغلب على مختلف الظروف بسبب قابليتها وقدراتها الذاتية .
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha