مانع الزاملي ||
اداء الواجبات التي تناط بعهدة الفرد عادة تسمى تكليفا، او واجبا ، او عملا منظما، لبلوغ هدف معين ، والانسان بشكل عام يحتاج لمرشد يرشده لتنفيذ واجباته الشخصية منها والعامة، ولايمكن تصور انجاز عمل دون وجود قدوة يضع له خطة محكمة للسير عليها من قبل متخصص ، وهذه العملية تحتاج لقيادة ، لان الدنيا توسعت وتطورت من جميع النواحي وتحتاج ان يضع الانسان برنامج عمل يلزم نفسه بتنفيذه وهذا لايتم دون مرشد او قائد مهما كان مستواه ،
والقيادة : عرفها علماء الادارة والعلوم تعاريف متنوعة ،واغلب هذه التعاريف تذهب لعنصر التأثير ،فالبعض عرفها بأنها مساوية لقدرة التأثير ،وهي فن التأثير بالآخرين ،بحيث يبذلون الجهود تطوعا ورغبة في سبيل تحقيق الاهداف ، وعرفها آخر على انها اي القيادة تعطى لأفراد يمتلكون خاصية التأثير بالآخرين ويجعلونهم يمتثلون للطاعة الواعية، فالقاسم او النقطة المشتركة في اغلب التعاريف تتفق على التأثير ،اذن نسأل
من اين يأتي المجاهدبسمة التأثير ؟
يذهب كثيرون ان قدرة التاثير تتأتى من السلطة ، واعني بالسلطة امتلاك المجاهد لموقع يستطيع من خلاله تنفيذ رؤاه وتوجيهاته وامره الاخرين للاطاعة الذاتية بحيث يصبح التأثير مساوق للسلطة والعكس صحيح ايضا ، ولكي نقدم مثالا حيا وواقعيا يدعم ما نذهب اليه ، نأخذ ( السيد الامام ) رحمه الله أنموذجا لذلك ،لقد كان الامام (ره) ذا تأثير هادف في اتباعه وهذا التأثير نابع من السلطة المعنوية التي يتميز بها كونه موحدا خالصا لله فوهبه الله هذا التاثير ، ومن اظهر علامات هذا الكسب الروحي هو اداءه ( ره) للتكليف ، وعندما ادى تكليفه وهبه الله مالم يهب لغيره واصبح حاله حال ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ) ونظرية الايمان التي تستند لاداء التكليف تجعل الانسان المجاهد يعيش داخل محور العناية الالهية ،
والحال هذه تجدر الاشارة الى ان التكاليف توجه حسب درجات الوعي والبعض ربما لايمتلك الاهلية لاداء التكليف ، والامام (ره) هوالمروج الاساس لاصل التكليف في اداء كل الاعمال ، وكان يتصرف بما يتلائم ويتطابق مع الامر الالهي وكان يقول ( لقد قمنا بجميع هذه الاعمال من اجل الله ،وهو الذي امرنا بالعمل) وهنا مطلق الاعمال والسياسية احدها .
اذن على الذي نصب نفسه في مقام قائد جهادي او افرزته ظروف معينة ان يكون مجاهدا متصديا ، ان يسلك طريق اداء التكليف الذي سيوصله حتما للنجاح ان لم يكن في الدنيا فسيكون في الاخرة، والذي ينطلق من نظرية اداء الواجب الشرعي لايعرف القلق او التردد ، لانه يعلم يقينا انه بعين الله ، ومن كانت حركته لله لايخسر مطلقا ،ان الحصول على الكمالات المعنوية والعبادية هي شرط للنجاح في هذا المضمار لانه لايمكن تصور عناية الهية لانسان لايرتبط بالله بكل صدق وحسب ما تحتمله طاقته طبعا ، نحن سمعنا وشاهدنا في مسيرتنا الجهادية قصص وكرامات لمجاهدين في بدر تضاهي ماكان يتمتع به بعض الصحابة الاجلاء في صدر الاسلام ، ولابد من الاشارة ان المتصدي والمجاهد عرضة للانزلاق في متاهات الحياة ،وزخارفها اذا عليه ان يراقب نفسه ولا يستمع لقول الشيطان بان الفساد منتشر فلماذا اكون انا نزيها ومتقيا !
هذه هي نقطة انكسار يجب ان لاتخامر ذهن كل من اراد ان يكون الهيا ، وهذه الاطروحات ليست مثالية ولامستحيلة التحقق لكنها تحتاج لتواصي ( وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) اتباع منهج الحق يحتاج صبر لان بلوغ الاهداف المقدسة ليست سهلة او متاحة للجميع دون صعوبات ومشاق ، جعلنا الله نعمل بما نعلم والحمد لله رب العالمين .
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha