المقالات

الإمتحان والممتحن ..!

1046 2023-03-06

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

اصبع على الجرح

 

ليس بعيدا عن السياسة وليس قريبا منها اتحدث عن معادلة الإمتحان والممتحن . كلنا ممتحنون ولكل منا امتحانه الذي اما ان ينجح فيه او يفشل . هكذا الحياة في جميع حيثيات من يحيا فيها شاء من شاء وأبى من أبى . فقير كان ام غنيا ، جاهلا كان ام متعلما ، بسيطا كان ام وجيها ، عالما كان ام لا يعلم . رئيسا كان ام مرؤوسا ، في الأسرة والبيت والمدرسة والدائرة وحيثما كان في رحاب الوطن . كلنا ممتحنون وسعيد الحظ حسن الطالع ويستحق الفخر من ينجح في الإمتحان .

 المسؤول في الدولة وبأي درجة كان وبما يملك من صلاحيات وامتيازات وما تحت تصرفه من مسؤولية افراد واموال هو ممتحن فيها من الله في نزاهته والحفاظ على الأمانة والمال العام والاخلاص في خدمة الصالح العام .  العامل والموظف هو ممتحن في اداء واجبه بعيدا عن التسويف وعدم الالتزام في ضوابط العمل والابتعاد عن الابتزاز وكسب المال من السحت الحرام  . كل مسؤول ممتحن ويأتي الإمتحان على قدر الممتحن كما هو سر البلاء . كلما كبرت المسؤولية كلما ازداد الإمتحان صعوبة وكلما زاد علم الشخص وكفاءته كلما كان الإمتحان اصعب .

كما هي أسئلة الامتحانات في الدراسة فأسئلة السادس الابتدائي تؤتى لطلبة السادس الابتدائي واسئلة المتوسطة لطلبة المتوسطة وهكذا .

كلنا ممتحنون . ربما يكون البلاء هنا بمثابة الامتياز وفق درجة ايمان الشخص حيث يقول الله عز وجل ( الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) .فنرى بعض المؤمنين معرضين للمصائب والنكبات وفق قدرتهم على الصبر والتحسب لله العلي القدير .  لكن الجميع رهن الإمتحان فالاغنياء فينا ممتحنون في اين ينفقوا أموالهم وكيف جاؤا بها ومن اين ،

كما هم الفقراء ممتحنون فيما سيفعلوا وكم سيصبروا وماذا يفعلوا ، حتى في عالم السياسة المنتمي فينا لحركة او حزب او لم ينتم .  من يؤيد زعيما او قائد او  يناصر رئيسا او غيره الكل ممتحنون في ان  يتحروا ويدققوا ويتيقنوا من صلاح ذاك الحزب او تلك الحركة واستقامة ذاك الزعيم او القائد او  الرئيس . حتى في عالم الدين والعقيدة والفقه والشرع بل حتى في اقامة الصلاة في مسجد مأموما خلف الإمام فنحن ممتحنون امام الله قبل انفسنا في اختيار رجل الدين الأتقى والأعلم والازكى والأبصر في الدين والحياة ( يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ) . كلنا ممتحنون  . في كل ما قلنا وسوف نقول وفي كل ما عملنا وسوف نعمل .. ممتحنون في اختيار طعامنا ومفردات كلامنا ونوع لباسنا وما يعلم الله مما تخفي صدورنا وما توحي عيوننا .

 ليس هناك من ينجوا من التعرض للامتحان على الإطلاق لكن هناك بكل تأكيد من ينجح وهناك من يفشل . في توجيه أبنائنا واختيار شركائنا وتحديد مسارات حياتنا ، في مواقفنا وكلماتنا وارائنا وصمتنا وايحاءاتنا وهمسنا ، كلها حلقات متصلة في سلسلة امتحان لا مناص منه سيكون نتاجه ما يؤول اليه الحال يوم لا ينفع مال ولا بنون . حكاية سمعتها على لسان احد الأفاضل من مشايخ المنبر الحسيني ان احد الأنبياء كان مغادرا للحقل فشاهد رجلا ساجدا يدعوا الله في طلب حاجة تخصه .

 بقي ذلك النبي حتى المساء فعاد بنفس الطريق فوجد نفس الرجل لم يزل ساجدا يدعو الله بذات الطلب فرق قلبه عليه وتوجه الى الله داعيا له متسائلا يا إلهي الم تقل

 (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ  دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } فجاءه النداء من ربه بما معناه . نعم قلت ذلك وانا أقرب اليه من حبل الوريد ولكني لا اجيب دعوة من يدعو وفي بطنه لقمة من الحرام  .

 

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك