قاسم الغراوي ||
وصل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى بغداد،في زيارة غير معلنة تهدف إلى "إعادة التأكيد على الشراكة الاستراتيجية" بين الولايات المتحدة والعراق .
ان التأكيد على (الشراكة الاستراتيجية) ليس هو هدف الزيارة وهو غير مقنعاً لتكرار نفس سبب الزيارات ( لاي مسؤول امريكي) ونحن نسأل ؛
لماذا كل مسؤول أمريكي يلتقي بالسلطة التنفيذية وبعض الشخصيات السياسية يؤكد على الشراكة ومحاربة الارهاب؟ هل أن الشراكة مهددة بالانفصام ام هناك أمور او مواقف لايمكن طرحها بالإعلام تخص موقف الإدارة الامريكية من العملية السياسية وسير الحكومة ومدى التزامها تجاه الإدارة الامريكية فيما يخص الطاقة والاستثمار والأهم هو عقدة جمهورية إيران الإسلامية والتوترات التي تخص الملف النووي.
نعتقد إن هذه الزيارة تهدف إلى إظهار التزام واشنطن بالحفاظ على وجودها العسكري في العراق بعد نحو 20 عاما من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة إلى جانب تحالف دولي للإطاحة بنظام صدام حسين. وهذه النقطة التي لانسمع عنها في الإعلام العراقي .
كتب أوستن على تويتر لدى هبوطه في بغداد "أنا هنا لأُعيد تأكيد الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق بينما نمضي قدماً نحو عراق أكثر أمنًا واستقرارًا وسيادة". ليس معقولا أن يقطع وزير الدفاع مسافة أميال ليتحفنا بما غرد به وهو التأكيد على الشراكة الاستراتيجية .
قال أوستن: "نركز على المهمة الموكلة لنا لهزيمة تنظيم داعش، ولكن أي هجمات تستهدف قواتنا يمكن أن تقوض هذه المهمة".
وهنا نتوقف عند هذه العبارة :
من يشن الهجمات التي تستهدف القوات الأمريكية وتقوض مهمتها ؟
الهجمات التي سوف تشن على القوات الأمريكية هي من الفصائل الرافضة للوجود الأجنبي وامريكا حذرة منها فيما لو سلكت طريق المواجهة مع ايران ونعتقد أن هناك محاولة للضغط وخنق إيران اقتصاديا لسببين اولهما : الضغط على إيران لقبول بشروط التفاوض حول الملف النووي وتقديم تنازلات
وثانيهما: استخدام ورقة الكيان الصهيوني للضغط على ايران للتهديد بضرب أهداف منتقاة في جمهورية إيران الإسلامية كما تصرح حكومة الكيان الصهيوني لكن أوستن يريد ضمان من الحكومة العراقية بعدم التعرض للمصالح الأمريكية.
اوستن يعرف ان القوات العراقية هي من تحارب داعش الارهابي وقدمت تضحيات كبيرة لحفظ آمن البلد وانتصار ارادته وهي ليست بحاجة لقوات امريكية .وهذا يناقض تصريح الإدارة الامريكية التي تؤكد على وجود مستشارين والمساعدة في المعلومات الأمنية فقط .
الجولة الإقليمية لاوستن التي شملت زيارة ثلاث دول هي مصر وإسرائيل والأردن، هي لغرض للتأكيد للحلفاء الرئيسيين على الالتزام الأمريكي تجاه المنطقة رغم تركيز واشنطن في الآونة الأخيرة على روسيا والصين اللذان يشكلان قلقا بالنسبة للإدارة الأمريكية مع تحدي جمهورية إيران الإسلامية وعدم خضوعها للابتزاز .
السوداني اشار إلى "دور العراق في تقريب وجهات النظر وخفض التوترات بالمنطقة".
أن نهج الحكومة في اتباع علاقات متوازنة مع المحيط الإقليمي والدولي يجب ان تستند إلى المصالح المشتركة واحترام السيادة لأن استقرار العراق مفتاح لأمن المنطقة واستقرارها وبذلك الزمت الحكومة نفسها بعدم السماح لأي قوات مهما كانت لضرب دول الجوار .
نعتقد إن وزير الدفاع الأمريكي ناقش مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ملفات استهداف المصالح الأمريكية في العراق، والمعابر الحدودية غير الرسمية بين العراق وسوريا وإيران .وكذلك تهدف الزيارة إلى مناقشة الملف الإيراني، والأوضاع الأمنية في المنطقة .
زيارة أوستن في هذا التوقيت تحمل دلالات مهمة، فهي بمثابة رسالة بقاء للوجود الأمريكي داخل العراق على الرغم من أن البيئة السياسية الحالية ضد الولايات المتحدة كما إن هذه الزيارة تؤكد أن واشنطن تمضي باتجاه تأمين شركائها في المنطقة، فهل العراق لا يزال بحاجة لتواجد القوات الاجنبية ؟
الحكومة العراقية لاتستطيع ضمان أن لا تكون الأراضي العراقية منصة لأي هجمات تستهدف المصالح الأمريكية، إلى جانب المصالح الإسرائيلية فيما لو حدثت مواجهات بسبب تهور الكيان الصهيوني الذي يفكر بضربة عسكرية ضد جمهورية إيران الاسلامية مما يشعل فتيل المواجهات في المنطقة .
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha