حازم أحمد فضالة ||
أُعلن الاتفاق الصيني السعودي الإيراني، في: 10-آذار-2023، في العاصمة الصينية (بكين)، بحضور الوفدين السعودي والإيراني، وكنا قد عرضنا قراءتنا الأولية بشأنه في قسمين:
الأول: التراجع السعودي - العوامل والخطوات.
الثاني: اتفاق الجمهورية الإسلامية العظمى - السعودية.
لكن! ذكرنا في النقطة الأخيرة مصطلح (القيمة الإستراتيجية للاتفاق) المشروطة في نسبة ما بالالتزام السعودي.
من أجل ذلك، نعرض قراءتنا وتحليلنا لهذه القيمة الإستراتيجية:
1- الاتفاق ضمَّ ثلاثة شركاء من الدول هم: الصين، السعودية، إيران، أي: الصين ليست (راعية)، إنما الصين (شريك أساس في الاتفاق).
2- أثبتت الصين بشراكتها في هذا الاتفاق، أنها مشتركة في قيادة الدبلوماسية وإدارتها في (غرب آسيا)، وهنا نقرأ متغيرًا جيوسياسيًا في السياسة الصينية، إذ انتقلت من التقوقع الجغرافي إلى اللعب الجيوسياسي، وهي شريك في تفعيل الدبلوماسية بين: سورية - السعودية، لبنان - السعودية، اليمن - السعودية… فضلًا عن إيران.
3- الحضور الصيني الدبلوماسي الجيوسياسي في غرب آسيا، يستلزم -بالضرورة- تراجعًا جيوسياسيًا أميركيًا في غرب آسيا، والأميركي يعلم ذلك، وهو يتماهى معه.
4- قفزة الصين هذه في (آذار-2023) إلى غرب آسيا، تعادل قفزة روسيا إلى غرب آسيا في (سورية) في (أيلول-2015).
5- المشروع الأميركي الإستراتيجي الذي بدأه الرئيس الأميركي الماضي ترمب، وهو (اتفاقات إبراهام - التطبيع)، وفعَّله ودعَّمه الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن؛ تحول إلى نفايات تكتيكية، تُرْكَم على إسرائيل التي بدأت تتحول إلى (نفايات إستراتيجية) ستنتهي -بحسب المعطيات الحالية- عام (2028)؛ فلسطين من غير وجود صهيوني.
6- الصين حاضرة إلى غرب آسيا بثقل اقتصادي سياسي دبلوماسي، يقابله بالتوازي انسحاب أميركي إستراتيجي سياسي دبلوماسي، والانسحاب الأميركي يُخلِّف معارك انسحاب تكتيكية، تتطلب معالجة صينية - إيرانية، لأنَّ السعودي أضعف من أن يشترك في إدارة هذه المواجهة، فأُوكِلَت المَهَمَّة في مسارها المنطقي إلى هذا المحور المقتدر.
7- تعمَّقَت عُزْلة إسرائيل، وزاد اقتدار دول محور المقاومة في هذا الاتفاق، ومع حجم التداعيات وتدحرجها داخل فلسطين المحتلة التي يفرضها (المواطن المقاوِم)؛ فإنَّ الانحسار الإسرائيلي يزداد، كذلك فإنَّ هرب أصحاب رؤوس الأموال والشركات الكبرى من فلسطين المحتلة في ازدياد.
8- الجمهورية الإسلامية والسعودية، تمثلان ضفَّتَي الخليج، وهذا يعني أمن الخليج وتدفّق مصادر الطاقة من مضيق هرمز، وسوف تدخل اليمن لتكامل بذلك أمن المضايق: هرمز، باب المندب، وتبدو قضية اليمن أول الملفات التي يجب أن تُحَل.
9- الصين اليوم لا تمثل نفسها، بل تمثل: (منظمة شنغهاي) وتمثل: (اتحاد دول بريكس)، وخطوة الاتفاق هذه، تعني حضور ثقل روسيا العظمى في الاتفاق.
10- الاتفاق سوف يحوِّل إيران تدريجيًا، من العدو الطائفي ذي البرنامج النووي الخطر… إلى الدولة المعتدلة الآمنة، التي يجب أن تشترك معها دول الخليج والمنطقة العربية في الاقتصاد وأمن المنطقة، وتتغير آلية المنظومات الإعلامية الموجهة على إيران، وتعود إسرائيل إلى عصر بداية الإسلام؛ بصفتها (العدو) الذي يجب أن يرحل من أرض الإسلام، هذا على مدى السنين القليلة المقبلة، بحكم الإستراتيجيا الثابتة لمحور المقاومة، والمحكومة بالمتغيرات العالمية الجديدة.
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha