بدر جاسم ||
شهر رمضان محطة تأهيل وإعداد سنوية، تركز على النفس الجامحة التي تغرق في بحر اللذات، فكلما شربت منه رغبة بالمزيد، فالشهر المبارك يأخذ بالنفس نحو الطاعة والأخلاق والتكامل، إلا أن غالبية الإعلام بمختلف أنواعه يسعى لتحجيم هذا الشهر، ورفض دعوة الضيافة الإلهية، بجعل الشهر الفضيل مسرحاً لعرض الإنتاج الفني الهابط.
إن العرض المكثف للإنتاج الفني، الذي يعاكس رسالة الشهر الفضيل، ما هو إلا صراع بين الحق والباطل، و الخير والشر، ففي هذا الشهر يسعى الإعلام إلى إفراغ جوهر شهر رمضان، بعرض المسلسلات والأفلام التي تبرر الغدر والخيانة، إضافة إلى التصريح للقول الفاحش، وبالتالي تسعي الماكنة الإعلامية إلى تفكيك كل الروابط الأخلاقية، وإبعاد الشباب عن دينهم، وبذلك يحرمهم من غذاء روحي كبير، الذي يمنحه شهر رمضان المبارك.
الشهر الفضيل والإنتاج الفني للإعلام الأصفر متعاكسان، فكل واحد منهما يقف على طرفي نقيض، فشهر رمضان يسعى إلى تهذيب النفس، وتدريبها على الصبر والإيثار والسمو بها، أما الإعلام يذهب إلى إشباع رغباتها الحسية، وإغراقها في بحر اللذات الذي لا يقف عند حد، إضافة إلى تشويه أفكاره، وبذلك يتحقق هدفه الأساسي.
إن خير وسيلة للدفاع هو المواجهة بالمثل، وذلك يتطلب إنتاج فني يليق بالشهر الكريم، بعرض قصص الشهداء والعلماء، وما كانوا يجسدون من أخلاق وصبر و إيثار، وكيف سخروا كل امكانياتهم إلى خدمة الناس، إضافة إلى نشر الثقافة الإسلامية بشكل مبسط، يتضمن مسابقات وجلسات حوارية، وإغلاق كل منفذ تتسلل منه الشبهات إلى المجتمع.
شهر رمضان هو أفضل الشهور، لما له من أهمية روحية عظيمة، إذ يعيد إلى بسط رقابة كاملة على جميع الجوارح، كذلك يزيد من التماسك الاجتماعي، فهذا الشهر يصنع جيلاً مقاوماً، فلا يستسلم إلى ترغيب ووعيد العدو، لأنه يقف على ربوة يرى منها حقيقته ونهايته القريبة، لذا يعمل الأعلام الأصفر إفساد الشهر الكريم، ومنع تحقيق أهدافه السامية.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha