حليمة الساعدي ||
لفت انتباهي ان الشوارع في كردستان خالية من الطسات والتخسفات وواسعة ومؤثثة باللافتات النظامية واشارات المرور وتعمل بالترفكلايت. بينما شوارع بقية المحافظات كلها محفرة ومليان طسات ومابيها ارصفة ونظام الترفكلايت انقرض واعتمدنا على رجل المرور الي نوبات يمل ويطبگ على صفحة والمصيبة اخر احصائية للحوادث المرورية في مناطق الوسط والجنوب فقط لعام ٢٠٢٢ بلغت اكثر من ٦٨٩٠ حادث مروري وحكومتنة مطنشة.
لفت انتباهي ان المستشفيات والمراكز الصحية في اربيل والسليمانية اصبحت تنافس المستشفيات العالمية في اوربا وامريكا من حيث الاجهزة الحديثة والتقنيات والكوادر الطبية وجودة الادوية والعمران وصارت الناس تفضل تتعالج باربيل افضل ما تسافر للخارج بينما اكبر مجمع طبي بيك ياعراق وهو مدينة الطب لازالت ترزح تحت الفساد الاداري والمالي ومنظرها يبعث على اليأس والاحباط من گد ما بيها وساخة وفوضى وعدم اهتمام لا بالمرضى ولا بنوعية الادوية واجهزتها قديمة واغلبها معطلة والاجهزة الحديثة الي بيها قليلة وعليها ازدحام وزين اذا وصلك السرة بعد شهر يعني المريض يموت واهلة يزورونه زيارة الاربعين وهو بعد ما لاحگة الدور. ونفس الشي بقية المستشفيات في بغداد تحس عبالك مهجورة وتارسها التراب والانقاض والاسرة نصفها مكسرة ومليانة قذارة. اما واقع حال المستوصفات الطبية فهذا بحث آخر لان اذا دخلت مستوصف ينتابك شعور انك داخل قيصرية فيترجية. وطبعا هذا حال بغداد اما بقية المحافظات وخصوصاً الجنوبية فهذا امر مُحزن ومُبكي.
ولفت انتباهي بان التعليم في كردستان لايختلف كثيرا من حيث التنظيم والجدية والمثابرة والاساليب الحديثة في طرائق التدريس والعمران من جامعات ومعاهد ومدارس ذات بناء نموذجي يضاهي ان لم يتفوق على المدارس في دول الخليج والسعودية. بينما في وسط بغداد لازالت المدارس عبارة عن خرائب مظلمة بجدران حزينة تأكلها الرطوبة وتشوبها روائح العفن ولا توجد في اغلبها مرافق صحية وان وجدت فهي عبارة عن هياكل مهجورة لا فيها ضوء ولا ماء والشبابيك بلا جام والساحات مليئة بالازبال والمستنقعات والرحلات مكسرة ويجلس على كل رحلة اربعة طلاب يتراجفون من البرد شتاء ويلهثون من شدة الحر صيفا وكل صف فيه ٧٠ طالب وكل ثلاث مادرس ببناية مدرسة واحدة يتقاسمون الوقت كل واحدة لها ثلاث ساعات وطبعا الكوادر التدريسية تنصلت عن مهمتها في الشرح والتفهيم واكتفت بمهمة المتابعة واجراء الامتحانات وتركوا مهمة التدريس على الاهل. هسة هم ميخالف بس كون اكو مدارس محترمة يشعر الطالب بيها بالفرح والاعتزاز. يعني معقولة وسط بغداد وتوجد مدارس طينية اما المحافظات فالموضوع خرج عن السيطرة لأن صارت بعض المدارس في الهواء الطلق بلا سقوف ولا جدران وفي احسن الاحوال فهي مدارس طينية طلابها يفترشون الارض ويلتحفون حقائب صنعت من قماش ستر (مقاتلي الحشد) العتيقة ما اعظم الجنوب.
ولفت انتباهي ان في الشمال الماء في الانهار والجداول والسدود يغدق غدقا ولاحاجة لهم بشراء ماء الآرو صيفا ولاشتاء. ونحن هنا في الوسط والجنوب تجف الانهار فيها شتاء وتتصحر صيفا
ولفت انتباهي ان نساء كردستان كل واحدة منهن تتزين بما يقارب الكيلو او يزيد من الذهب الخالص في الاعراس والمناسبات وتصبح المسألة فيما بينهن اشبه بالمزايدة ايهن ترتدي من الكيلوات الذهب والمصوغات اكثر من اختها فهي عزيزة اهلها وزوجها، ونحن في الوسط والجنوب اكتفينا في مهور بناتنا بحلقة ذهب والباقي( برازيلي)
ولفت انتباهي انه جميع المواد الغذائية والدوائية والاستهلاكية والصناعية في كردستان تخضع للسيطرة النوعية والجودة في حين ان حكومة كردستان نفسها تعبر لنا عبر حدودها مع باقي المحافظات جميع الادوية والاغذية والاجهزة والمواد الفاسدة وغير صالحة للاستخدام البشري. في حين ان حركة الصناعة في كردستان في القطاعين الحكومي والخاص بدأت تنهض وتتطور بشكل ملفت للنظر
ولفت انتباهي ان الاكراد يدخلون جميع المحافظات بلا كفيل ولا حساب ولا كتاب بينما العراقي العربي اذا اراد ان يصطاف او يرفه عن نفسه في شماله الحبيب فعليه ان يحضر كفيل ويدخل في سلسلة من الاسئلة والاجوبة عن سبب الدخول وبالاخير لابد انه يتعرض للاهانة او التجريح من قبل شركائنة بالوطن.
ولفت انتباهي جدا جدا جدا ان تصريحات حكومة كردستان وقادة حزبيها تتحدث عن المظلومية وعن بخس حق ابناء كردستان وتتحدث عن النضال من اجل الحرية ونيل الحقوق المسلوبة.
في حين انهم ياخذون من نفط الجنوب ولديهم مشاريع ضخمة فيها باسماء غير معلنة ولديهم حصة الميزانية الاتحادية تتجاوز ١٤٪ ومع ذلك فرواتب البيش مرگة على نفقة وزارة الدفاع التي هم اصلا لا يأتمرون بأمرتها ولديهم حصة الاسد من صندوق تنمية الاقاليم الاتحادي ويقترضون في كل عام مايقارب ال ٤٠٠ مليار دولار ولا يتم السداد ولا يرفدون الميزانية الاتحادية بدينار واحد من عائدات النفط ولا عائدات الضرائب من المنافذ الحدودية ولا عائدات
سمات الدخول والخروج ولا يفصحون عن ذمم ولا عن حسابات ختامية.
بينما اهل الجنوب اهل الخير ومصدر تمويل الموازنات الانفجارية صارلهم من ٢٠٠٥ ولحد هذا اليوم يطالبون بتنفيذ قانون البترودولار الذي هو اصلا مجحف بحقهم ومع هذا فهو لم يرا النور..
الك الله ياعراق الوسط والجنوب
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha