كوثر العزاوي ||
يرجو العودة إلى مولاه..قرّر ثم دنا منه ملتمسًا وعيناه مغرورقتان، كأنهما بريق نجمة.. وقبل أن يُطلق حرفًا بادره ببسمة، ثم قال: سأملي عليك بضع اشجان، واكتب بمداد الروح فأنهُ يَقرؤكَ ويسمعك،
لا بأس..دع عنك الملامة هذه الليلة فلنفسِكَ حقٌّ عليك، وأخبر الله أنك متعَب، وأخبرهُ بأنك تائِهٌ ترتجي نورَه لعَتمَةِ قلبك، أعْترِفْ له بعجزك وإنه وحده القادر على انتشالك، ثم أخبره بأن الأحزان باتت تترى حتى طفح كيل كيانك، وأن السهام تحيط بك من كل جانب، وأن كثيرًا من ساعات العمر مرّت كالسراب فاحتاج عونك، وأخبره عن أشواق قلبك التوّاق اليه وحدَه تسري في شرايين جسدك، واعترف أنك هائم تبحث عن السكينة والطمأنينة في جواره وقل: مَن لي غيرك! خاطبه وألِحّ عليه ليهبكَ وحيًا يحرق كل مافي قلبك ولايبقى فيه سواه! وقل له أنا، مملوكك الضعيف يا إلهي ومولاي وأنا عبدك، فقد أُشهدتك أني رَضيت، ولكني يا الله من فرط ضعفي بكيت فلا تؤاخذني بما اسرفتُ وما جَنيت!
{رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ }
أمّن يُجيبُ المُشتاق إذا ناداهُ بلهفِ قلبِه ويكشفُ بُعد المسافات، فأنت القريب الوحيد الذي يسمع همسهُ ، ويرى شوقَه ويتحسَّسُ صمتَه،
أما جمال الصمت عن الخلق فقد آليتهُ ونبذته، لأتذوّق شهد الكلام معك بعد ان اطمئن قلبي، حين دعوتني بلطفك المطلق { أدعوني استجب لكم} وبين أريد ولا أريد فأنت يا رفيق من يربط على فؤاديَ المكلوم حينما يضجّ ويضيق بما حوى ذرعا ..
وكلّ ما اردّت يومًا وكنت أحدثك به متوسّلًا وأخبئه سِرا بيني وبينك، ها انا ذا تنازلت عنه حُبًا وتضحية، فلا حُبٌّ كحبِّك ولا رفيق كرفقتِك ولا أمنية أجمل وأعذب من القرب منك وفيك وإليك وبك، فهلّا قبِلتَ عبدًا آبقًا فأناب؟!!
٢٣-شعبان١٤٤٤هج
١٦-آذار ٢٠٢٣م
https://telegram.me/buratha