مانع الزاملي ||
بين آونة وأخرى تتناقل اوساط خبرية وسياسية ، انباء عن عودة تنظيمات ، ومكاتب لحزب البعث وتعطى لهذه التنظيمات احجام وهيكليات ، وكأن حزب البعث حركة انقاذ لمشاكل العراق السياسية والاقتصادية والاجتماعية ! او هكذا يحلو لهم ان يروجوا ، وسوف احاول ان القي الضوء على هذه المزاعم والاشاعات والتهويل الذي يراد منه بلبلة الرأي العام وزرع الشكوك في النفوس بأكاذيب لها اول ولا آخر لها ، وانا هنا اتسائل …
اولا: من هم حزب البعث وماهي حظوظهم في وسط شعبي يعلم علم اليقين ان حزب البعث تاريخه السياسي ينطلق من نظرية الحزب الواحد والقائد الاوحد ، او مايسمى بالقائد الضرورة ، فليس للبعث نهجاً ديمقراطياً يمكن من خلاله ان يشارك به في العملية السياسية ، لأنه نظريا لايؤمن بالتعددية ولا بالانتخابات ويعتبر الدين والمقدسات ممارسات رجعية متخلفة صنعها الاستعمار ويحارب كل انسان يتردد على المساجد والحسينيات او يتدخل في شؤون السياسة ، وتاريخه الاجرامي مع المجاهدين الاسلاميين طيلة فترة حكمه في العراق لاتحتاج الى ضرب امثلة ، لان احواض التيزاب والاعدامات والتهجير وتسقيط الجنسية عن كل عراقي يدعو للدين خير واصدق وانصع دليل ، واقبح عمل قام به نظام البعث هو اسقاط الجنسية عن الفقيد الدكتور الشيخ احمد الوائلي رحمه الله ، واعدامه السيدالشهيد الصدر الاول والسيد الشهيد الصدر الثاني وكوكبة شهداء آل الحكيم رضوان الله تعالى عليهم اجمعين ،
ثانيا ؛ من هم قيادات البعث حاليا ؟ وهو الحزب العصابة التي انقرضت بفعل مضي العمر والهروب عن اعين ابناء الشعب العراقي الذين لهم في رقبة البعثيين ملايين الشهداء من ضحايا المقابر الجماعية والاعدامات والتغييب ، ومثلهم من الشعب الكردي في عمليات الانفال سيئة الصيت ،وجريمة حلبجة التي وثقتها بعثات الامم المتحدة مرارا وتكرارا ! وسجن نقرة السلمان الذي يغص بسجناء الرأي !
ثالثا : ان الذين نجوا بجلودهم من المنتمين لحزب البعث ولم يتعرضوا للاستهداف لاسباب منها ، ادعائهم ان صدام وحزبه اجبرهم على الانتماء او ان عدم الانتماء كان يحرمهم وابنائهم من الوظيفة وكذلك تقديم البراءة من البعث واعطاء تعهدات بالبراءة من البعث ، ولو افترضنا جدلا عودة هؤلاء لحزب البعث ومكاتبه يجعلهم وجها لوجه مع عوائل الضحايا مما يعني حصول امور لاتخدم السلم المجتمعي ، معنى ذلك استحالة عودة مايسمى بالبعثيين للحزب الافتراضي الذي يروج له اصحاب الاهداف المشبوهة التي تحاول احراج الاخرين لنيل بعض المكاسب الدنيئة ، ثم ان رغد ليست وجها سياسيا وليس لها ثقل يعتد به في مجتمع ذكوري في عراق الحاضر ،
رابعا : ان حزب البعث محظور قانونا بأعتباره كيان عنصري ارهابي وصادر في جريدة الوقائع العراقية في العدد ( 4420) والقانون الذي صدر في المادة اولا منه - يعاقب بالسجن مدة لاتزيد عن عشرة سنوات كل من انتمى الى حزب البعث بعد نفاذ هذا القانون او روج لأفكاره وآراءه .
اذن لاصحة والنصيب لصدق الاشاعات التي روج لها اعلاميا هنا او هناك والبعث حالة انحطاط يجب ان لاتتكرر حسب قول شهيد المحراب رضوان الله تعالى عليه ، وبما ان الاحرار احياء والمجاهدين يقظين فلا عودة ولا بعث بعد اليوم ورحم الله المجاهد ابو فكر البحار الذي قضى سنوات من عمره يتجول بدراجته الهوائية في شوارع وازقة البصرة الفيحاء وهو يحمل لافتة كتب عليها ( لابعثية بعد اليوم حسب تعبيره البسيط ) هذا الفقيد البصري الذي اعدم صدام الجرذ 4 من اخوته بتهم الانتماء للحركة الاسلامية ونقول للبعثيين ( وان عدتم عدنا ) فنقص الخدمات والتلكؤ في الاداء الحكومي لايبرر مطلقا تبييض صفحة المجرمين والجناة.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha