عامر جاسم جعفر ||
استلم المهندس اسعد عبدالامير العيداني منصب محافظ البصرة عام ٢٠١٧ في ظروف معقدة للغاية بعد هروب محافظها د. ماجد النصراوي الذي ينتمي إلى تيار الحكمة بسبب الضغوطات الشعبية والسياسية ووجهت له اتهامات بالفساد .
وكان انتخاب المهندس اسعد العيداني من قبل مجلس محافظة البصرة ، واختياره من بين عدد كبير من المرشحين منهم من أحزاب لهم مقاعد في المجلس ، وكان اختياره جاء بإرادة سياسية باعتباره شخصية مستقلة لتتخلص الأحزاب المشاركة في مجلس المحافظة من الورطة التي وقعت فيها بسبب الصراعات بينها وخصوصا بعد اتهام رئيس المجلس الحقوقي صباح البزوني بالرشوة ودخوله السجن الذي أدى إلى تصدع العلاقات بين أعضائه .
ان استلام المهندس اسعد العيداني منصب المحافظ أيضا جاء والعراق يمر في أصعب مرحلة من الصراع مع داعش التي ختمت بتحرير الموصل في نفس السنة وهبوط أسعار النفط ، حيث كانت خزينة البصرة خاوية وعليها ديون كبيرة ، وعدم وجود موازنة من أجل تقديم الخدمات مما تسبب في تصدع الجبهة الداخلية وحدوث اضطرابات وتظاهرات واستغلتها جهات سياسية تحمل الغيض من العيداني واستهدفته شخصيا من أجل ازاحته عام ٢٠١٩ وهي السنة التي بدأت عملية التأسيس لاعمار البصرة ب ٦٠٠ مشروع .
ولكن العيداني كان صلبا قوي الارادة ولم تهزه هذه الهجمة واستمر بنهج تصاعدي من أجل الاعمار وقيامه بحركات مكوكية بين المسؤولين في بغداد من أجل الحصول على الاموال لديمومة ما بدأ به من حملة إعمار واسعة والتي أحدثت طفرة نوعية لم تشهدها البصرة منذ عام 2003 .
وأن الإنجازات الكبيرة التي حققها في إعمار الأحياء الكبيرة ذات الكثافة السكانية والتي لم ترى أية خدمة منذ نهاية الحرب مع الجارة إيران وأهمها إحياء القبلة والغدير والشرطة وتستمر لغاية اليوم حملات الاعمار رغم عدم وجود موازنات .
وما خليجي ٢٥ الا كانت البداية لنهاية فترة الظلام التي كان يعيشها العراقيين من تفكك وتصدع في البنية المجتمعية حيث اجتمع أبناء العراق والعرب من أبناء الخليج على ضفاف شط العرب وملاعب البصرة وكلهم يصدحون بأعلى أصواتهم بالروح والدم نفديك يا عراق ، وما الكرم البصرة الا شاهدا على ثراء العراق بأخلاق أبنائه في استضافة إخوته من الشمال إلى الجنوب والى سواحل الخليج ، واثبت العراقيون انهم شعب واحد لا تفرقهم العواصف السياسية ولا الطائفية وان العراق بلد أمن وأمان لا كما تنقله قنوات العهر وذات الاجندات الخارجية والتي لا تريد الخير للعراق .
أن هذه المنجزات اغاضت الفاشلين من السياسيين وخاصة بعد ان شكلت كتلة تصميم واحدثت لها وزنا على المستوى الوطني والتي سببت صداعا كبيرا لدى الأحزاب الكبيرة ، وهنا أدركت أن وجود هذا الرجل أصبح يشكل تهديدا لمصالحها وبدأت تجند ادواتها من أجل إيقاف عجلة مسيرة العيداني التي كانت تسبقه بالمفاجأت من مشاريع جديدة كبيرة لم تشهدها البصرة منذ عشرات السنين .
أن بعض الجهات السياسية اخذت تجند ماكناتها الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي بالبحث عن أي موضوع ليكون تهمة فساد غير حقيقية ضده أو حتى صناعتها بفبركات واستخدام شخصيات إعلامية معروفة تقوم بالأداء التمثيلي للتأثير على المجتمع البصري وتأليبه عليه من اجل إسقاطه لغايات انتخابية التي ستقام في نهاية هذه السنة لمجالس المحافظات ، ورغم هذه الحملة الكبيرة من التسقيط لم تأخذ صداها ولم يصدقها العراقيين لان المنجز أكبر حجما من حملات التسقيط التي تمارسها تلك الجهات .
وتشير الأوضاع السياسية والوقائع أن الجهات التي اغاضها صعود مؤشر العيداني كرجل دولة وسيطرته على الساحة العراقية بشكل عام والبصرة بشكل خاص ، وخوفهم من اكتساح الساحة الانتخابية للمرحلة المقبلة ، انهم سيقومون بتشكيل عدة كتل سياسية من افرازات الانشقاقات العشائرية والاختلافات المجتمعية من أجل تشتيت اصوات الناخبين وتقليل فرص فوز كتلة تصميم بغالبية مقاعد مجلس المحافظة كما هو متوقع .
ان اصرار تلك الجهات السياسية على عدم وجود العيداني سياسيا وعلى رأس السلطة في البصرة يعتبر خطأ جسيما وعليها أن تراجع نفسها وتعمل على التحالف معه ودعمه ليعبروا عن أفضل الصور السياسية في دعم الناجحين وتحسين وضعهم أمام الشعب واستغلال كل الجيدين لتحقيق طموحات الشعب وتقديم أفضل الخدمات وتشغيل العاطلين من خلال البناء الحقيقي بعد ان دمرت سياساتهم السابقة كل مفاصل الدولة ومؤسساتها وتفكيك المجتمع طائفيا ومناطقيا ، وتحسين صورتهم القاتمة وبيان حسن النوايا بعد الاعتراف بالخطأ .
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha