بدر جاسم ||
البصيرة هي مفردة قرآنية وروائية، فهي تعني قوة تمكن الفرد من رؤية واضحة للأحداث، كذلك تمنح الشخص صورة جلية لعواقب الأعمال، فهي تبين الجيد من الرديء، والحقيقة من الوهم، لذا تعد البصيرة صفوة المعرفة وثمار التجارب.
إن من يمتلك البصيرة لا تخدعه الخطابات الرنانة، ولا الشخصيات اللامعة، فقد قال الامام علي(عليه السلام) "أعرف الحق تعرف أهله" فهذه المعرفة تحتاج إلى أدوات تنميها، فأول أدوات البصيرة هي قوة العقل، التي تأتي من التعلم والاستفادة من التجارب، إن إدامة التفكير هو تمرين مستمر للعقل، وكذلك التفقه في الدين يعد ركيزة أساسية للبصيرة، لقد قال الامام الكاظم عليه السلام : "تفقهوا في دين الله، فإنّ الفقه مفتاح البصيرة، وتمام العبادة" وإضافة إلى معرفة أحوال وطباع ومذاهب الناس تعد مهمة لإزالة الغموض، وأي لبس يحصل في فهم تصرفاتهم.
إن الذي يمتلك البصيرة (الوعي) يعرف متطلبات الحاضر، ويسعى لتزود منها، فلا قيمة لدموع حبيب بن مظاهر الاسدي إذ لم يدافع عن الإمام الحسين(عليه السلام) كذلك الواعي يعرف تحركات العدو، وأهدافه التي يروم استهدافها، هذه الرؤية سوف تعصمه من أكاذيب الإعلام، وخداع العدو.
إن أصحاب البصائر هم أهل دليل، فلا يتحركون إلا بدليل، ولا يقدمون على أمرٍ إلا بعد فِهم وإدراك، لذا هم يسيرون على طريق سوي، لا ينزلقون بمزالق الشيطان، هذا المنهج يكسبهم قوة ومنعة من عدوهم؛ لقد اشتهر عن علماء شيعة اهل البيت صلوات الله عليهم "نحن أتباع الدليل حيث ما مال نميل"
البصيرة سراج يبعد عتمة الليل، وسلاح يطرد أطماع العدو، تعتبر البصيرة (الوعي) خلاصه ما نهله الفرد من معرفة، وما استخلصه من تجارب الحياة، لذا يجب على كل فرد امتلاك أدوات البصيرة، والتسلح بها.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha