المقالات

الدعاءُ قرينُ العمل..


كوثر العزاوي ||

 

نحن اليوم ننتظر الفرج، بمعنى أنّنا ننتظر مجيء يدٍ مقتدرةٍ تنشر العدل والخير، وهي أيضا تعني هزيمة الظلم والجور، ويجب أن نعلم أننا مهما أنتظرنا وعمِلنا في زمن الغيبة للتمهيد لظهوره "عجل الله فرجه الشريف" لا يمكن أن يَصدُق على أحدٍ أنه من الممهّدين بكل ما للكلمة من معنى من دون رعاية إلهية و سندٍ غيبيّ يُسمى الدُّعاء الموسوم بالإخلاص! إذ أن الدعاء هو أحد اهم عوامل القرب والتقريب، -القرب من الله مسبب الأسباب، وتقريب الأمر الموعود الذي علمه عند الله "عزوجل"-

وبه -أي الدعاء- مع القيام والحركة يصنعُ الفرد مصداقَ التمهيد.

فعنهُ "عجل الله تعالى فرجه"

"أكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرَجَكم" والله تعالى يقول:

{قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ..}

إذن: فقط وَجِّهوا بوصلة قلوبكم من هذا اليوم بل من هذه اللحظة نحو قلب المعصوم بقية الله في أرضه، ذلك القلب الطاهر من كل دنس، الزكيّ العَطِر بعبَقِ الجنة، القلب الذي اّدُّخِرَ من أجلكم، من أجل خلاصكم  ومن أجل كمالكم وارتقائكم، أعرِفوه، اذكروه، عرّفوا من لايعرفه، أدعوا له، ألتمسوه، انصروه بكل ماأوتيتم من قوة وقدرة، وجّهوا طاقاتكم  وإمكاناتكم لنصرة نهجهِ ونهج آبائه الطاهرين، وتأييد نوّابهِ بالحقّ،  دافعوا عمّن يواليهِ ويُمهّد لمشروعهِ المقدّس، بادروه بالسلام في كل حين وعلى أي حال، فسَيلتفتُ نحوكم ويردُّ السلام لأنه أصل الأمان والسلام، وسترونَ ريعَ ذكرهُ وقربهُ ماذا سيفعل!! نعم، حلول الفيوضات والتوفيقات في حياتكم، ستُبصِر القلوب وتُضاءُ العقول وستُزهِر الحياة، وتُشرق النفوس رغم مرارة الصبر، وستتضحّ سبل الخير والصلاح، وستشعر بتلك اليد ستمتد إليك لتعينك وتسندك لأنك لأجلها تتحرك، فاليد التي ننتظرها لتكفّ عنا الظلم وتمسح عن أرواحنا آثار ماأصابها من بؤس وحيف، إنما هي يدٌ ملكوتيّة تأتي مستعينة بالنّاس، الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا، بثلة طاهرة من الذين جاهدوا وصبروا وتحمّلوا مشاق الانتظار الذي هو سنّة وقانون إلهيّ، من أجل غلبة الحقّ وحاكمية العدل في حياة البشريّة ورفع راية الحق والتوحيد.

ومن هنا يجب ان نفكّر ونفهم آلية الإعداد لهذا الأمر عظيم الشأن، فكلّ إقدامٍ وحركة فردية أو جماعية، نحتاج معها إلى الدعاء له ولأجله "أرواحنا فداه" والتوسل لتثبيت القلوب والأقدام ، لأنّ الدُّعاء  يستبطن مقدمات عديدةً، أهمّها "معرفة الإمام"، فالدَّاعي لا بدّ وأن يكون على معرفة بشخص المدعو له، وصفاته وعلاماته، وأهمّية كونه الصلة بين الله تعالى وعباده ومظهرًا كاملًا للدين الحنيف، وبالتالي: فأن الدعاء يمثّل الخطوة المضيئة نحو ذلك الهدف الأسمى وهو أحد اهم مصاديق الانتظار.

{اللهمّ عرّفني حجّتك، فإنّك إنْ لم تعرّفني حجّتك ضللتُ عن ديني}.

٦-رمضان١٤٤٤هج

٢٨-آذار-٢٠٢٣م

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك