كوثر العزاوي ||
الثقة بالله نعمة إلهيّة، تجعل الإنسان يعيش حالة من الاستقرار النفسيّ والروحيّ، والإنسان المؤمن الواثق بالله تعالى يواجه الصعوبات المتنوعة بالصبر، ويصله بالأمل، لأنّه يشعرُ مؤمنًا أنّ كلّ ما يحصل معه في الحياة هو بعين الله "عزوجل" وإنّ الثقةَ بأبعادها ومنها اليقين، إنما هي نتاج التوحيد، ومن أهم مايغرسه التوحيد في قلب المؤمن، أن يعرف أنه لاسعيد إلّا مَن أسعدهُ الله كما يريد هو "عزوجل" والسعادة المنشودة، ليست بوفرة المال ولا بالأزواج وكثرة الاولاد، ولا بأَعداد الاصدقاء والأتباع، ولابالسفر والرفاهية والعقارات والبيوت والشهادات العليا والمراكز المرموقة!! السعادة كل السعادة في اتصال العبد بالله الخالق، وتعلُّقِ القلب بما عنده والتجارة معه وحسُنَ الظن به "عزوجل" فالسعيد هو مَن يؤمن أن الباري"عزوجل" وحده العالِمُ بما يُصلحّ العباد ومايَصلُحُ لهم من نًمَطِ حياة، وبيدهِ لا بيدِ غيره جميع ذلك السبب وإليه المهرب من الآفات والآلام، وتتجلى الثقة بالله "عزوجل"عبر قرعِ أبوابه سبحانه على الدوام، لتبقى حبلًا متصلًا بين العبد ومولاه، فتصير باعثًا للعمل الدؤوب والوصول للمقصود وللهدف، فتراه كلما دخل في عملٍ صالحٍ خرج منه الى عملٍ آخر اجمل وأصلَح، ثم لم يفتأ متعلقًا بحبِّ الله أكثر وأكثر، لانّ واقع الحياة كما يصفها الحكماء"ألمٌ يُخفيهِ أمل، وأملٌ يُحقّقهُ عمل، وعملٌ ينهيهِ أجل وبعد ذلك يجزى كل امرئ بما فعل"
وعندئذ يستشعر البصير معنى السعادة الحقيقية التي تهوّن عليه مصائب الدنيا وتصغرُ في عينه بهارجها وزيفها، وخدَعها.
{اللهمَّ اقسِمْ لنا مِنْ خشيَتِكَ ما تحولُ بِهِ بينَنَا وبينَ معاصيكَ، ومِنْ طاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنَا بِهِ جنتَكَ، ومِنَ اليقينِ ما تُهَوِّنُ بِهِ علَيْنَا مصائِبَ الدُّنيا، وتجلو به عن بصائرنا غشوات العمى.}.
٨-رمضان١٤٤٤هج
٣٠-آذار٢٠٢٣م
https://telegram.me/buratha