المقالات

لا تدافعوا عن إيمان أبي طالب!!

1062 2023-04-01

د.أمل الأسدي ||

 

في ذكری رحيل أبي طالب(ع) علينا أن لا نسمح للأعراب أن يستمروا في صرف أنظارنا إلی مايريدونه، فهذا استغفال حقيقي، لن نبقی ندافع عن إيمان أبي طالب وهو القائل في خطبته السيدة فاطمة بنت أسد:((الحمد لله ربّ العالمين، ربّ العرش العظيم، والمقام الكريم، والمشعر والحطيم، الذي اصطفانا أعلاماً، وسدنةً، وعرفاء، وخلصاء، وحجبةً بهاليل، أطهارا من الخنى والريب، والأذى والعيب، وأقام لنا المشاعر، وفضّلنا على العشائر، نخب آل إبراهيم وصفوته وزرع إسماعيل)

ثم قال: تزوّجت فاطمة بنت أسد وسقت المهر ونفذت الأمر، فاسألوه واشهدوا.

فقال أبوها أسد: زوّجناك ورضينا بك، ثم أطعم الناس(١).

وقال في خطبته السيدة خديجة(ع) لرسول الله(صلی الله عليه وآله): (الحمدُ للهِ الذي جعلنا مِن زَرْعِ إبراهيمَ وذريةِ إسماعيل وجعل لنا بلدًا حرامًا  وبيتًا محجوجًا وجعلنا الحكامَ على الناسِ ثم إِنَّ محمدَ بنَ عبدِ اللهِ ابنَ أخي مَن لا يُوَازَنُ به فتًى مِن قريشٍ إِلا رَجَحَ عليه برًّا وفضلاً وكرمًا  وعقلاً  ومجدًا ونبلاً، وإنْ كان في المالِ قُلٌّ فإنما المالُ ظِلٌّ زائلٌ وعاريةٌ مُسْتَرْجَعَةٌ، وله في خديجةَ بنتِ خويلدٍ رغبةٌ ولها فيه مِثْلُ ذلك وما أحببتم مِن الصَّداقِ فعليَّ)(٢) ومع ذلك مازالت الأقلام منشغلةً بالرد علی الحاقدين علی رسول الله وأهل بيته(صلوات الله عليهم أجمعين) بل إنهم حاقدون علی الإسلام لأسبابٍ ودوافع ظاهرة وخفية؛ لذا لا يريدون للإنسانية أن تلتفت إلی فضل الجماعة المؤسسة للرسالة الخاتمة، الممهدة لنور الله الرحماني المحمدي، لايريدون للمسلمين  الالتفات إلی دور أجداد الرسول الأعظم، من هاشم بن عبد مناف، ثم عبد المطلب، ثم أبي طالب وعبد الله، ولا يريدون أن نرتقي بفكرنا ورؤيتنا كي نری كيف كلّف الله الرجال الأخيار والنساء الفضليات للتمهيد لدين حبيبه المصطفی محمد، فسلمی النجارية زوج هاشم، وفاطمة القرشية زوج عبد المطلب، وفاطمة بنت أسد زوج أبي طالب، وآمنة بنت وهب، والسيدة خديجة، هولاء الجماعة الصالحة هم أوتاد الرسالة  ونقطة انطلاق شعاع الرسالة الرحمانية، فلماذا يريدون لنا أن نجعل رسولنا الكريم بدعا من الرسل؟ لماذا يريدون طمس هويته التي شكلت شخصيته وأعدته ليكون  سيد المرسلين، الذي  وصفه الله تعالی: ((وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ))( ٣).

وقال واصفا أجداده العظام: ((وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ))(٤)  فلماذا يريدون للمسلمين أن يكونوا جاحدين جاهلين؟ فأبو طالب كان جنديا من جنود الله المخلصين، كان الرجل الأمة، فتحمل أعباء الرسالة، حاميا، حافظا، أمينا، مقاتلا، حكيما، مدبرا، سندا، ليس هو وحسب! وإنما أسرته كلها كانت مُسخَّرة للإسلام، بدءا من السيدة المهابة فاطمة بنت أسد ثم أولاده، طالب وعقيل وجعفر والإمام علي(عليهم السلام) فهم درع الرسول وسنده، وهم لسانه المدافع، وهم يده الكريمة، وهم عباءته الرحيمة، قدموا أرواحهم للإسلام ونصرة الرسول، عانوا وعُذِّبُوا وهُجِّرُوا في سبيل الرسالة، ثم بعد كل هذه التضحيات يأتي أعرابي متآمر يناقشنا في إيمان أبي طالب!!

فهم يريدون لنا أن نبقی بعيدين عن فهم الأمة الواحدة، يريدون لهويتنا أن تبقی مُخلخَلةً، مهزوزةً، يريدون لنا أن نبقی منبهرين بالغرب، زاهدين بكل ما لدينا!!

هكذا  نتحول إلی أفراد وآراء مبعثرة، وننشغل بتفاهاتهم، كي يتمكن منّا الآخر، يتمكن من خيراتنا ونعمنا، فيتقدم الغرب العلماني، ويتقهقر الشرق الإسلامي حتی نكون أقوامَ القاع التي لاتجرؤ علی رفع رأسها!!

فكونوا كأبي طالب كعزيمته، كونوا بفكره وقوته، كونوا بإيثاره وتوكله، فصفاته هذه كانت أساسا ممهدا للعرب والإنسانية، نقلهم من الضعف والتشتت إلی الأمة التي تمتلك دولة وينظمها دستور سماوي!

 

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك