علاء الساعدي ||
تعد هرج الروم "الحرب العالمية" علامة من العلامات الحتمية التي وردت ضمن التسلسل العلاماتي في روايات الظهور الشريف، حيث أن الهرج في اللغة شدَّةُ القتل وكثرتُه وصوت القوم المختلط في التقاتل والفتن، وهرج القومُ اي وقعوا في فتنة وتقاتل واختلاط.
وردت هذه العلامة في رواية للامام الباقر عليه السلام وهو يحدث جابر بن يزيد الجعفي:
يا جابر، الزم الأرض ولا تحرك يدا ولا رجلا حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها ..ضمن حديث طويل (..وتخسف قرية من قرى الشام تسمى الجابية، وتسقط طائفة من مسجد دمشق الأيمن، ومارقة تمرق من ناحية الترك "ويعقبها هرج الروم" وسيقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة، وسيقبل مارقة الروم حتى ينزلوا الرملة...)كتاب الغيبة للنعماني ج ١ ص٢٣٧.
جاءت علامة هرج الروم من بعد علامات ستحدث، حيث وضع المعصوم لنا نظام سمي بنظام الخرز تتوالى فيه العلامات حبة بعد حبة، نظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا، لابد ان يسبق هذا الهرج علامتين وهما الخسف بالجابية و"حرستا في رواية امير المؤمنين" وهذا الخسف يؤدي الى سقوط طائفة من الجانب الايمن للمسجد الاموي وهو المائز لخسف حرستا والجابية، تليها انفصال الكرد في الشمال الشرقي السوري عندها ستأتي هذه العلامة المسماة بهرج الروم وهي الحرب العالمية التي يهلك فيها ثلثي الناس.
روايات المعصومين عليهم السلام التي خصت الظهور الشريف تكون مرتبطة بعضها ببعض، ففي الرواية عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) إنه قال لي أبي (عليه السلام): لابد لنار من آذربيجان، لا يقوم لها شئ، و إذا كان ذلك فكونوا أحلاس بيوتكم، وألبدوا ما ألبدنا، فإذا تحرك متحركنا فاسعوا إليه ولو حبوا، والله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس على كتاب جديد، على العرب شديد، بحار الأنوار - العلامة المجلسي ج ٥٢ ص ٢٩٤.
لابد تعني الحتم، وهذه النار ستؤدي إلى هذه الحرب الفانية، حيث لا يبقى لها شى، تنموا شيئا فشيئا إلى أن تؤدي الى هذه المحرقة الكبرى التي ستهلك الثلثين من الناس! وهذا الموت الفظيع لابد ان يكون السلاح المستخدم فيه هو سلاح فتاك وهو السلاح النووي الستراتيجي، وأذربيجان المقصودة ليست أذربيجان الحالية، انما في زمن المعصوم عليه السلام لم تكن هذه التقسيمات الحالية الحديثة، إنما أذربيجان التاريخية كانت تشمل شمال غرب ايران إلى أذربيجان الحالية وتمر بإجزاء من روسيا وتركيا وصولا إلى شبه جزيرة القرم الى الاراضي الاوكرانية بالقرب من كييف، النار ستبدأ من هنا وتمتد لتحرق ثلثا بالموت الاحمر والثلث الاخر بالموت الابيض.
الموت الاحمر يكون بالقتل المتعارف بإخراج الدم كالقتل بالانفجارات وسائر الاسلحة التقليدية وغير التقليدية الحديثة، والموت الابيض يكون بالطاعون وهو الموت الناتج عن الاسلحة الكيمياوية والبيولوجية وبعض تأثيرات الاسلحة النووية، وهو قتل لا تسيل فيه الدماء، ومن مصاديقه أيضا ما تخلفه الحروب من أوبئة وامراض.
ورد في الرواية عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "قدام القائم موتان: موت أحمر وموت أبيض، حتى يذهب من كل سبعة خمسة، الموت الأحمر السيف، والموت الأبيض الطاعون" كمال الدين:2/655
هذه الرواية عن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام (النداء حق؟ قال: إي والله، حتى يسمعه كل قوم بلسانهم، وقال أبو عبد الله عليه السلام(لا يكون هذا الامر حتى يذهب تسعة أعشار الناس) غيبة النعماني ص146
ورد في الرواية عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله "الإمام الصادق عليه السلام" يقول: "لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس، فقلنا: إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى؟ قال: أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي"(البحار:52/ 133) هنا إلامام الصادق عليه السلام يبشرنا باننا بعيدون عن هذا الفناء، اذ ان هذا الفناء سوف يكون عند الدول العظمى، في محيط دولهم، الدول التي تملك الترسانات النووية، هذا السلاح الذي سيتسبب بهكذا موت وتبعاته، فهي دول استبدادية ظالمة متغطرسة، ومناطق الظهور الشريف في منأى عنها، بعيدة عن هذا الهلاك البشري الذي سيكون قبيل الظهور الشريف، حيث حديث أمير المؤمنين عليه السلام (لا يخرج المهدي حتى يقتل ثلث ويموت ثلث ويبقى ثلث)ميزان الحكمة ج ١ الصفحة ١٨٥
إنشغال الدول العظمى بهذه الحرب الفانية يمهد الارضية لظهور صاحب العصر والزمان، حيث سيهلك طواغيت العالم المتجبرين، إذ أن أمر قيام الدولة المهدوية القادمة دولة العدل الالهي، ستكون رهينة بقيام هذه الحرب، التي ستؤدي الى رفع يد قوى الاستكبار العالمي بعد ضعفها وهلاكها عن حلفائهم من طواغيت العالم، لا سيما طواغيت الخليج، فتنهار قواهم وبذلك تتهيأ الارضية للامام الحجة للقيام بثورته المباركة في مكة المكرمة، والاطاحة بهؤلاء المتجبرين وإقامة الدولة المباركة، دولة العدل الالهي.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha