علي عنبر السعدي ||
الخبر : اعلان وزير النقل الايراني ،اضافة الاف الحافلات الحديثة ، الى اسطول النقل البري
التعليق : حوصرنا وحوصروا – فلماذا فعلوا ؟؟ولماذا لم نفعل ؟؟
جرّبنا سنوات الحصار ،عقداً ونيف ، فانهار لدينا كل شيء ،من رغيف الخبز المخلوط بنوى التمر ونشارة الخشب ، الى الملابس والأحذية المعاد تصنيعها ، ووسائل النقل العجوز ،التي بالكاد تتحرك وهي تزفر أنفاسها ، الى المحلات الخاوية والمطاعم الجائعة والوجوه المصفرة ، لقد كنا بلداً محاصراً بكل ما تعنيه الكلمة .
كان الجميع يساهم في حصارنا ، الأشقاء والأصدقاء ،القريب والبعيد ،وكنا مختنقين ،حتى هواءنا بات ملوثاً وأرضنا متربة ،وأطفالنا يموتون من هول الحصار .
ايران البلد المجاور ،الذي نكرهها كدم اضراسنا (*) ،رغم اننا الحقنا من الاذى بها ،بدرجة فاقت ما ألحقوه بنا .
حوصرت تلك البلاد ما يزيد عن اربعة أضعاف سنوات حصارنا ،وشنت عليها حملات مكثفة استخبارية وسياسية وتحريضية واعلامية ، وبالتالي فمن المعتاد ان نتصور انها تكاد تنهار جوعاً وفقراً وحاجة ،وان أسواقها ومطاعمها ووسائل النقل فيها ،عتيقة متهالكة ،تقطع المسافة القصيرة ،بمدة طويلة – هذا ان لم تتوقف بسبب عطل محركها - .
لكن ،إن حدث وزرت تلك البلاد المحاصرة ،فإنك حتماً تتساءل مندهشاً : أين أثر الحصار ؟؟ أسواقهم تمتلئ بالبضاعة من كل نوع ،وشوارعهم تلصف نظافة وتزهو اخضراراً بالحدائق والأشجار ، وغلاء الدولار أو انخفاضه ،لايؤثر على اسعار السلع ، والشوارع تخلو من العراضات المسلحة ودوريات الشرطة المسلحة ،كما كان عندنا – ومايزال- فيما تمتليء الحدائق بالعشاق ،ووجوه فتياتها الموردة الساحرة والعيون اللامعة .
أما وسائل النقل – الأرضية – من القطارات والحافلات – فتجد الاجابة في المحطات ذاتها ، حيث النظام والنظافة والأبنية الحديثة ، والحافلات من آخر طراز ،والقطارات فئة خمس نجوم .
الخلاصة : تجد نفسك في بلد يتلاعب بالحصار ويلعب معه ، بل ويسخر منه ، فلماذا فعلوا ما لم نستطع فعله ؟؟
هم ليسوا أفضل منا ، لكن حصارهم ليس مثل حصارنا ،فايران بلد يفوقنا ثلاثة أضعاف في المساحة ،وضعفين في النفوس ،وتشمل الجغرافيا كل التضاريس ، والأهم من ذلك ،ان قرارات الحصار كانت أمريكية وبعض اوربية ،وليست ضمن مجلس الأمن الدولي ،فاستطاعت بقية دول العالم ،الالتفاف عليها وعدم الالتزام بها ،والنتيجة ان ايران شهدت تطوراً في مختلف المجالات ،كما لم تشهد بلاد من قبل .
يبدو ان ايران قدمت درساً للشعوب التي ترفض الهيمنة الأمريكية ،بأن بإمكانها التطور رغم عقوبات أمريكاً ،وهذا مازرع نواة التحدي ،الذي انتقل- ولو جزئياً وحذراً – الى دول الخليج - .
(*) أكرهه مثل دم ضروسي - اشارة الى الدم الذي يخرج من اللثة ويدل على التهاب مصحوب بوجع شديد -..
https://telegram.me/buratha