مانع الزاملي ||
في مسيرة العراق السياسية هناك هتافات واهازيج فيها معاني محترمه ، وخلدها التاريخ لانها تحكي عن حقائق مشرقة وعلى سبيل المثال ، ينقل انه في ثورة العشرين عندما تحركت الجموع ضد الاحتلال الانكليزي ، تم القاء القبض من قبل قوات الاحتلال على شاب بتهمة قتل احد افراد المحتل ، في منطقة لايحضرني اسمها لكن يقيني انها في الفرات الاوسط ،وعندما اخرجوه من البيت هتفت امه بصوت جهوري قائلة( بس لايتعذر موش انه) تقصد ان ابنها عليه ان يكون شجاعاويقول للمحتلين انا قتلته ! فلما سمعها ابنها البطل اجابها بنفس اللهجة الدارجة ( حطوني بحلكه وكلت آنه) يقصد وضعوني في فوهة المدفع ولم اتنكر لعملي ضد الغزاة، وكثير من الاهازيج المشرفة التي تركت صدى طيب على مر العصور والاجيال ، ولكن هناك هتافات وخرعبلات ابتدعها البعثيون لاقيمة ولامصداق لها وللاسف تم استعارتها لكل ترحيب بقائد او ذات محترمة ، وهي ( بالروح بالدم نفديك يبطيحان ) والذي دفعني للتعريج على هكذا هرطقة هو المقطع الفيديو ي الذي انتشر قبل يوم في مدينة الاعظمية من مجموعةمن الشباب وهم يستقبلون او يغمزون زائر او مسؤول مر بالمدينة بهكذا هتاف بائس ! ولمحاكمة هكذا ظاهرة سواء كانت جديدة او قديمة اقول ان هذه الاهزوجه او الهتاف لاكته السن السفلة لكثرة تكراره ! والذين هتفوا به لاتتعدى اعمارهم الخامسة والعشرون ، اي ان اعمارهم عندما كان جرذ العوجة حاكما لاتتعدى الستة سنوات وماذا بوسع عقل ابن السادسة ان يعي من السياسة وتمجيد الرؤساء ! حتى يهتفون بالفداء من اجله وهو في محكمة العدل الالهي منذ سنوات ! ولو افترضنا جدلا انهم صادقون في هتافهم فلنا ان نكذب مدعاهم بما يلي ( لو كانوا صادقون ويفدون قائدهم بالروح والدم فلماذا لم يتصدوا للقوات الامريكية وقد دخلت العاصمة من بابها الواضح الواسع ، دون مباغتة ولا غش ولا اختفاء ! لماذا لم تنصروا رئيسكم وهوًيتخفى بين الازقة دون جعجعته المعهودة ليهرب من العاصمة كما تفر العبيد واستقر في حفرة نتنة كالجرذ تستحي من السكن فيها حتى الكلاب ! اين كانت الارواح والدماء وقتها يا ابناء الرفيقات ! لماذا لم تضيفوه في اعظميتكم لتكونوا له درعا من فتك المحتل ! لقد ذهبتم بها عريضة فالصمت خير ما يطبق عليه فمُ! ان اصواتكم المبحوحة التي علت بهتاف بالروم بالدم مستغلة فسحة الحرية والديمقراطية التي منحها لكم الحكم الحالي ، لاتخيف احد ولن يضع لها حساب سوى حساب السخرية والتهكم ! اعلموا وانتم تعلمون جيدا ان وقفتكم مع داعش بثقله العربي ومن وراءه كل شذاذ الافاق لم يلبثوا ان يقوموا بشي وبتضحيات الابطال ، قتلتم تارة وهربتم خارج الحدود تارة اخرى تلوذون برغد والثلة الفاسدة من حولها ومثلكم ( كالمختفي من النار بالرمضاء ) وهذا هو جزاء كل ظالم لايقدر او يفكر بسوء عاقبة الظلم ، والحمد لله الذي فضحكم في عقر داركم وعلى الباغي تدور الدوائر ، وان عدتم عدنا وارواحكم ودماءكم نحن من وفرها لكم بعد ان كان مصيركم ان تجتثوا من فوق الارض .
https://telegram.me/buratha