د.محمد العبادي ||
إن عادات أهل البيت عليهم السلام في الإحسان والكرم متجذرة في ذات وجودهم المبارك( وعادتكم الإحسان وسجيتكم الكرم).
إنّ سجية الكرم متأصلة فيهم عليهم السلام ،وهي مأخوذة من عادات الأنبياء عليهم السلام ؛ فقد كان إبراهيم عليه السلام عندما هبطت إليه الرسل بالبشرى ذبح لهما عجلاً سميناً:( فجاء بعجل حنيذ) وأخذ بسلوكه وكرمه يقرّب لهما الطعام ،ونبينا نبي الرحمة وصف الله تعالى بأنه (رسول كريم ) وأهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين كانت أمعائهم خاوية ،وباتوا طاوين على الجوع لثلاثة أيام يعللون أنفسهم بشربة ماء ،وهم يؤثرون على انفسهم ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً واسيراً بلا مِنّة تذكر يريدون وجه الله .
نعم إنّهم( أصول الكرم)؛ وهل رأيتم فتى كالحسن عليه السلام في مقتبل عمره يجرّب العطش والجوع ثم يدفع مع أهله بطعامهم إلى ذلك المسكين أو الأسير واليتيم الذين قادتهم اقدامهم وما سمعوه من كرم أهل البيت للوقوف ببابهم ؟! وهل رأيتم أحداً يغدق بعطائه على السائل ثم يستحي منه مخافة قلة العطاء ؟!
وهل جرّب أحدنا ان يتحمل سباب عدوه له ثم ينفق عليه عطاء غير مجذوذ ؟!.
وهل سمعتم برجل ينفق كل ما في خزانته لمحتاج أو يبذل بذلاً سخياً فوق مايتصوره السائل ؟!
في زمن الإمام الحسن عليه السلام اُنفقت الأموال لشراء الضمائر والذمم ،وكسب الأعوان؛بل قطعت الأرزاق عن بعض الناس؛ثم صرفت تلك الأموال والعطايا في الباطل .
إن الإمام الحسن عليه السلام كان يشاهد تلك الفرحة التي تدخل على نفوس الناس بجزيل كرمه.
إنّها سجايا الإمام الجامعة وانبساط نفسه الكريمة قد أَنِسَت بالعفو والرحمة والكرم مع الناس فكان حقاً وصدقاً ان يوصف بكريم أهل البيت عليهم السلام (سلاماً على روح السلام وصبره *على ترجمان ظلّ في الجدب مثمراً
إلى الحسن الدرّي في كلّ لحظة *رجاء فيا مولاي كن لي مُطهّرا)
ـــــــ
https://telegram.me/buratha