هشام عبد القادر ||
الروح هي الحياة الأبدية هي التي تسمع وترى وتبصر..وهي سبب حركتنا ووجودنا والجسد بدونها لا شئ والإحساس بدونها لا شئ مسكنها القلب بجذباته وهدايتها القلب بنفحاته ويقينها القلب بصفحاته فالوجود عظيم وكل الوجود في القلب. وخالق الوجود اعظم وفي القلب القرب إليه فمهما سافرت الروح وطوت الوجود كله فاطيب اللقاء في طور سينا عندها شجرة المنتهى الخالدة في القلب والمثمرة في القلب والصاعدة من القلب والمتجذرة في القلب اصلها ثابت في القلب وفرعها بسموات العقل ..تشتاق الروح والبصر والعقل والقلب لطي الوجود والتحليق بالسموات فلا نهاية للوجود ولكن منتهاه السدرة وسدرة الوصول بين مسافات مترامية بين القلب والعقل. والروح بينهما في جذب وفي اسرى ومعراج ..فمهما ذهبت وطويت الوجود ورآيت كل المقدسات في الأرض وعرجت للشمس والقمر فمهبط الوحي في القلب.. فهو المسجد الابدي وهو المحراب السرمدي وهو الإمام والقبلة فيه محل الوضوء والطهارة وفيه المراقبة والحساب وفيه الجنة والنار. وفيه الصلاة والوصول ..
وفي القلب البعث والنشور والإحساس بالقرب او البعد.. وبه تسمع المنادي وترى الاشهاد ..وبه تدرك حق اليقين ..
فكل عالم الإنسان يحب البحث بل والصعود لمعرفة ما في السموات وما في الوجود وما وراء الوجود وإلى اين تحط الرحال ..وكل ذالك جعله الخالق سهل يسير جعل الكون والوجود هو الإنسان كون مصغر للوجود واعظم ما في وجود الإنسان هو جوهر القلب ..هو بيت الملكوت ..هو القمر كماوالعقل هو الشمس وهو الارض وكما العقل هو السماء ..وخليفة الوجود جعله الله في الأرض ليجسد الاسماء والصفات. فمحل سكنه القلب...
فكل شئ ينام ويرتاح إلا القلب ينبض بالحياة ..داخله الحب والكراهية .
وداخله الخير والشر..
وداخله النور والظلام ..هو الإنسان ..وهو الحياة..
كل الوجود هو إنسان ونفس واحدة ..
وصراع محور الخير ومحور الشر في القلب ..فهو الارض الذي حلت بها الصراع ..فإما الخير وأما الشر.
فالخير يوحي وأما الشر يوسوس..
فالخير نفس مطمئنة وأما الشر نفس أمارة......
فاعظم الشهور شهر رمضان المبارك واعظم الليالي ليلة القدر وهي خير ليلة في خير يوم وفي افضل شهر وافضل الساعات ..والروح اعظم ما في الوجود تتنزل من سموات العقل إلى ارض القلب السليم...
وعين المشاهدة في القلوب ..والحجب تخترقها الروح تعرج إلى سموات العقل لترى النفس الكلية وتهبط إلى القلب لترى عين الاعيان وسر الأسرار فهي بين معراج الصعود والهبوط.
فالخير هو نقطة الوصول والمصافحة بيد السلام ويمين الخير هو لإمام الوجود علي عليه السلام...فإذا التقت الروح الكلية والعقل الكلي والنفس الكلية فهي تلتقي في القلب فإلبشارة. والفوز بالقلب فزت ورب الكعبة اي فزت ورب قلب الوجود ..
نتمنى الرضا والرضا رضا الروح
نتمني الخير والخير هو الوصول لمحراب القلب بيقين وسلام..
نتمنى العتق من نار الجهل..
والفوز بجنة العلم والقين وحسن الختام والخاتمة هي الفاتحة ..فمنها الفتح ومنها الفوز بحسن الختام..
وحسن الختام هو القبول بإن نكون من اصحاب إنا لله وإنا إليه راجعون إليه مئالنا نكون منه إليه..
ننغمس ببحر اللاهوتية ..ونفني الناسوتية
والحمد لله رب العالمين
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha