قاسم سلمان العبودي ||
فُزتُ ورب الكعبة …
بهذه الكلمات الثلاث أختتم أمير المؤمنين علي عليه السلام مسيرة حياته الجهادية التي أمتدت منذ التأسيس الى يوم شهادته في رمضان المبارك من عام 40 هجري في مسجد الكوفة . فما هو الفوز الذي حصل عليه أمير المؤمنين ؟
ربما قائل يقول هو فوزهُ بالجنة ! نقول وهل أن علياً بكل تلك الحياة التي وهبها للأسلام ما كان أن ينال الجنة ، ألا بسيف أبن ملجم المرادي ؟ قطعاً لا . فعلي عليه السلام لا شيء يليق بما قدم سوى الجنة . حتى وأن لم يمت شهيدًا ، فأن الجنة هي المأوى . أذن ما هو الفوز الذي أعلن عنه أمير المؤمنين ؟؟
لقد سلط كثيراً من الباحثين الضوء على كلمات الفوز تلك التي نطقها علياً ولي الله وقد أجمعوا على أن الشهادة هي الفوز الأكبر ولهم الحق في ذلك ، بأعتبار أن الشهادة في سبيل الله هي منحة ألهية كبرى تعطى لصالح العاملين في طاعته ، وهي قطعاً هدية لا يقدر ثمنها ألا الله ، والشهداء فيما بعد . لكننا نعتقد بأن الرضوان الأكبر للسير القويم في الحياة العلوية ، والسير وفق المنهاج المحمدي الأصيل ، هو جزء من ذلك الفوز الأكبر الذي قصدهُ أمير المؤمنين سلام الله عليه .
الموت في محراب الصلاة ،هو المكان الأمثل لعروج تلك الروح الملكوتية . والسجود هو أسمى مراتب العبودية لله ، وهي الخضوع المطلق للحق تعالى . فضلاً عن ذلك فأن التأريخ لم يغادر أبداً الواقعة الإلهية فتم ذلك في أفضل أشهر العبادة ، وفي ليلة لا يدانيها شرف غيرها من الليال . لذا فان أركان الفوز المطلق توفرت فكانت المكافأة لهُ حتمية . لقد فاز علياً ، وخسرت الأنسانية المخالفة لثوابته العلوية . لقد رسم عليه السلام بكل وضوح خندق المقاومة الاسلامية وتصويب بوصلتها للأمة عبر التأريخ ومنذ السقيفة وأمتداداتها السلبية الى يومنا هذا . فكان كما قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ، علياً الخط الفاصل بين الحق والباطل ( علي قسيم النار والجنة ) فالنتأمل في بوصلتنا جيداً حتى لا نكون في الخندق المناوئ لعلياً عليه السلام .
ــــــــ
https://telegram.me/buratha