المقالات

مخطط الاغتيال الكبير..!


الشيخ محمد الربيعي ||

 

الاغتيال مصطلح يستعمل لوصف عملية قتل منظمة ومتعمدة تستهدف شخصية مهمة ذات تأثير فكري أو سياسي أو عسكري أو قيادي أو ديني ويكون مرتكز عملية الاغتيال عادة أسباب عقائدية أو سياسية أو اقتصادية أو انتقامية تستهدف شخصاً معيناً يعتبره منظمو عملية الاغتيال عائقاً لهم في طريق انتشار أوسع لأفكارهم أو أهدافهم.

يتراوح حجم الجهة المنظمة لعملية الاغتيال من شخص واحد فقط إلى مؤسسات عملاقة وحكومات، ولايوجد إجماع على استعمال مصطلح الاغتيال فالذي يعتبره المتعاطفون مع الضحية عملية اغتيال قد يعتبره الجهة المنظمة لها عملاً بطولياً، ومما يزيد في محاولة وضع تعريف دقيق لعملية الاغتيال تعقيداً هو أن بعض عمليات الاغتيال قد يكون أسبابها ودوافعها اضطرابات نفسية للشخص القائم بمحاولة الاغتيال وليس سبباً عقائدياً أو سياسياً ..

محل الشاهد

حاول التاريخ فيمن كتبة بخصوص قضية  اغتيال الامام علي ( ع )  ان يصدر تاريخ ،  بدلا من ان يكون مبين الحالة الذي وقعت وشارحا لها و مبين ، نجد ذلك التأريخ هو القاتل و هو اداة لاستمرار في حالة القتل ، فما كان تأريخا راويا لحالة اغتيال الامام علي ( ع ) ، كان هو بالحقيقة   القاتل الى الامام  علي( ع ) ، بعد ان دون وبين فيه امور بعيدة كل البعد ان يتقبلها العقل و المنطق وقد بينت كل الملابسات المتعلق بهذا الصدد من خلال المحاضرة التي القيناه في مناسبة ذكرى شهادة الامام ( ع )  ...

محل الشاهد :

وبعيدا عن كل التفاصيل ، كانت من جملة تلك الامور التي تم اخفاءها هو   حقيقة ان الامام علي ( ع ) قد ( اغتيل ) ، و لم يكن ( مقتولا )

القتل هو قتل إنسان لآخر، وعادةً ما يتم ذلك لأسباب شخصية مثل الحب أو الغضب أو الجشع ولكن الاغتيال هو قتل شخص مهم يتم لأسباب سياسية أو دينية..

يُعد مفهوم الاغتيال هو نفسه مفهوم القتل تقريبًا، حيث أنّه يؤدي إلى قتل إنسان آخر ومع ذلك، فهو يختلف عن القتل في الدافع، فبينما يتم القتل لأسباب شخصية، مثل الانتقام أو الطمع، يتم نظيره (الاغتيال) لأسباب سياسية أو دينية بالتناوب...

ومع ذلك تجدر الإشارة أيضًا إلى أنّه من أجل أن يطلق على الضحية اسم اغتيال عادةً ما تكون شخصية مشهورة أو مهمة، حيث يكون تأثير موت مثل هذا الشخص أكثر انتشارًا من قتل شخص عادي ونتيجة لذلك، يتم استخدام الاغتيال بشكل شائع كتكتيك في السياسة، حيث قد يتم استهداف القادة السياسيين للأحزاب المعارضة أو الشخصيات المهمة الأخرى بالاغتيال كما قد يتم إجراؤه لأسباب عسكرية، كما يمكن أن يؤدي اغتيال قائد أو قيادة الجيش المعارض إلى فوز الجانب الذي قام بالاغتيال....

محل الشاهد :

اغتيال امير المؤمنين علي بن ابي طالب كان بتخطيط دولي بمعنى انها ( عملية اغتيال دولية ) ، اشتركت بها عدة اطراف اسلامية و غير اسلامية ، ومن تلك الاطراف هم الامويين ، وعلى راسهم معاوية بن ابي سيفيان ، ونشير لذلك باشارات بسيطة كما سنسرد :

لم تكن مؤامرة اغتيال الإمام علي  صلوات الله وسلامه عليه مقتصرة على الخوارج فحسب بل أن بني أمية واطراف عدة اقليمية و دولية كانت كشتركة في تلك العملية النكراء ....

حيث كان للامويين  لهم الأثر الفاعل في التخطيط والتمويل والتأسيس لهذه الحادثة الرزية التي أصيب بها الإسلام واستفاد منها أهل النفاق والكفر، وعلى هذه المشاركة الأموية في قتل الإمام أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه توجد شواهد عديدة منها:

▪︎أولا: إن أبا الأسود الدؤلي صاحب أمير المؤمنين ألقى تبعة مقتل الإمام على بني أمية، وذلك في مقطوعته التي رثى بها الإمام والتي جاء فيها:

ألا أبلغ معاويـة بـن حـرب

فلا قرت عيون الشامتـينا

أفي شهر الصلاة فجعـتمونا

بخير الناس طرا أجمعينا

قتلتم خير من ركب المطايا

ورحلها ومن ركب السـفينا

ومعنى هذه الأبيات أن معاوية هو الذي فجع المسلمين بقتل الإمام الذي هو خير الناس، فهو مسؤول عن إراقة دمه، ومن الطبيعي أن ابا الأسود لم ينسب هذه الجريمة لمعاوية إلا بعد التأكد منها، فقد كان الرجل متحرجا أشد التحرج فيما يقول(حياة الإمام الحسين عليه السلام للشيخ باقر القرشي: ج2، ص103 ـ 109.).

▪︎ ثانيا: والذي يدعو إلى الاطمئنان في أن الحزب الأموي كان له الضلع الكبير في هذه المؤامرة هو أن ابن ملجم كان معلما للقرآن وكان يأخذ رزقه من بيت المال ولم تكن عنده أية سعة مالية فمن أين له الأموال التي اشترى بها سيفه الذي اغتال به الإمام بألف وسمه بألف ومن أين له الأموال التي أعطاها مهر لقطام وهو ثلاثة آلاف وعبد وقينة كل ذلك يدعو إلى الظن أنه تلقى دعما ماليا من الأمويين إزاء قيامه باغتيال الإمام (حياة الإمام الحسين عليه السلام للشيخ باقر القرشي: ج2، ص103 ـ 109.).

▪︎ثالثا: افتخار بعض الأمويين عندما أدخلوا السبايا في مجلس يزيد بن معاوية لعنه الله بقوله:

نحن قتلنا عليا وبني علي

بسيوف هنـدية ورماح

وسبينا نساءهـم سبي ترك

ونطحناهم فأي نطاح

(الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ج2، ص28.)

فهو أوضح دليل على أن للأمويين يداً طولى في قتل سيد الوصيين صلوات الله وسلامه عليه.

اللهم احفظ الاسلام واهله

اللهم احفظ العراق وشعبه

 

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك