خالد غانم الطائي ||
انتشرت في السنين الاخيرة ظاهرة الفرق بين حجاب الام الشرعي والبنت المُكلّفة شرعاً في المجتمع فالحجاب له اكثر من شرط، الاول: ان يكون عريضاً ساتراً لكل اجزاء البدن ما عدا الوجه و الكفين والقدمين والشرط الثاني :
ان لا تكون الملابس ذات الوان حادة صارخة جاذبة للنظر كاللون الاحمر .
والشرط الثالث:
عدم استعمال او وضع مساحيق التجميل والعطور امام او عند الرجال الاجانب ( الذين يحلُّ لهمه الزواج منهن)..
والشرط الرابع : ان لا يكون القماش الذي ترتديه المرأة (ثوباً) شفافاً[1] وايضاً فالحجاب على نوعين: مادي ومعنوي ( أي روحي) فلابد من ان تكون المرأة محجّبة روحياً قبل ان تتحجب بالحجاب المادي، قالت الزهراء (سلام الله عليها) : ( خير للمرأة ان لا ترى الاجنبي ولا يراها (الاجنبي). فينبغي لها عدم التلفظ بالفاظ الغزل المحرّم وبكلمات التميّع عند الاجانب فنجد ونرى في الشوارع والاسواق أُماً ذاهبة لقضاء حاجة ترتدي حجاباً شرعياً ومستورة بعباءة (زينبية) وتصطحب معها بنتها او بناتها المكلفات شرعاً وهن ( أي البنات) يرتدين البنطلون الضيق والقميص الضيق ( او ما يُسمى بـ البدي وهي كلمة انجليزية معناها الجسم) الذي يرسم ملامح البدن وتقاطيعه ويثير الفتنة النوعية الجنسية للناظر والنظرة الحرام هي سهم مسموم من سهام (ابليس الملعون)..
ومعلوم ان حارس الشهوة غض النظر فهل يا ترى تبدَّل الحجاب من جيل الام الى جيل بنتها والقرآن الكريم يجيبنا بقوله عزَّ مَن قائل : ( سنة الله في الذين خلو من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلاً) –سورة الاحزاب الاية 62-، وقول النبي الاعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) : (حلال محمد حلال الى يوم القيامة وحرام محمد حرام الى يوم القيامة)، والتساؤل يبرز واضحاً هنا لم لا تحافظ البنت على تراثها الاسلامي وتخرج من دائرة رضا الله سبحانه وتدخل في دائرة غضبه؟ ولمَ لا تُعلَّم الام ابنتها الاعتزاز وتطبيق اوامره ومنها الحفاظ على الحجاب؟
قال تعالى: ( ليضربن بخُمرهن على جيوبهن) – سورة النور الآية 31-.
ثم اين دور الرجل الاب في ذلك؟ فهل له غيرةُ على زوجته ولا غيرة على بنته او بناته؟ قال تعالى ( يا ايها الذين آمنوا قوا انفسكم واهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) – سورة التحريم الآية 60-، وورد في الحديث النبوي لنبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم): ( كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته...)
وقد تتحجج الام او البنت بان الذي يجري هو الامتثال لموضة الازياء، ودور الازياء العالمية هي بأيدي اليهود الذين يُعادون الاسلام اشد العداوة، قال تعالى (لتجدنَّ اشد الناس عداوةً للذين آمنوا اليهود) – سورة المائدة الآية 82- ويهدفون الى اخراج المرأة من حجابها فاذا تحقق ذلك فقدت حياءها واذا فقدت الحياء ولدت المشكلة الكبرى فقد ورد من كلام النبوة (اذا لم تستح فاصنع ما شئت)، وقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): ( الحياء من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد فمن لا حياء له لا ايمان له).
فهل يتبدّل الامتثال للشريعة المقدّسة بالامتثال لموضة الازياء وهو في حقيقته امتثال وانقياد للشيطان اللعين ويعدّون ذلك تطوراً بل هو نكوص على الاعقاب، قال تعالى: )قال اتستبدلون الذي ادنى بالذي هو خير اهبطوا مصراً فان لكم ما سألتم بها و..) – سورة البقرة الآية 61- ، وقد قال الشاعر :
ان كان رب البيت للدف ناقر
فشيمة اهل البيت كلهم الرقص
........ ...... ....... ........
[1] ومنه الجواريب لحمية اللون فلا يجوز لبسها عند او امام الاجنبي.
ــــــــ
https://telegram.me/buratha