د.محمد العبادي ||
بدأ مشروع صناعة الطائرات المسيّرة الإيراني في مستهل العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين ،وقد كانت نقطة الإنطلاق في هذا المشروع كبيرة ومبشرة بالأمل رغم تواضعها ( طريق الألف ميل يبدأ بخطوة) .
إيران عندما خططت لبناء قدراتها الجوية والدفاعية كانت تدرك تماماً مدى حاجتها الفعلية للطائرات من دون طيار ،وقد وضعت نصب أعينها الهدف الذي أوغلت في السير نحوه.
لاشك ان الهمة التي تقبع خلف إنتاج أنواع الطائرات كانت عظيمة( التحدي العظيم يخلق رجالاّ عظماء)،ولاشك أيضاً ان هناك قيادة عظيمة تفكر بعقل استراتيجي يحيط بحاجات الحاضر ويشرف على تحديات المستقبل.
في إيران تم صناعة أكثر من ( ٤٦) نوعاً من الطائرات المسيرة ولها مواصفات عملياتية متعددة ؛فبعضها استكشافية ومعلوماتية،وثانية هجومية وتحطيمية،وبعضها لمواجهة الأهداف الجوية ،وأخرى لمواجهة الأهداف البحرية ، وبعض منها حاملة لأنواع الصواريخ، وبعضها حاملة للقنابل الذكية وغير ذلك ،وقد أخذت في مواصفاتها الفنية والعملياتية المدى الزمني، والمسافة الجغرافية التي تقطعها ،وسرعتها وارتفاعها ،ناهيك عن كميات كل نوع من هذه الطائرات من دون طيار .
لقد تم تدريب طواقم هندسية وفنية مختصة بصناعة الطائرات وتركيبها،وتم إنشاء مصانع خاصة لها.
إنّ أسماء تلك الطائرات ذات دلالات رمزية ومعنوية( أبابيل ٤وأبابيل ٥، وفطرس،وشاهد ،وجت كرار،وأميد و..و..الخ).
لقد تم تسليم كميات كبيرة من تلك الطائرات إلى قيادتي الجيش والحرس الثوري ،وتم إنشاء مقر قيادة عمليات لهذه الطائرات في مختلف صنوف القوات المسلحة.
إنّ هذه الطائرات تخضع للفحص والأختبار قبل تسليمها ،وأيضاً تعمل الجهات المختصة إجراء تمارين على أهداف وهمية وحقيقية للتحقق من مدى كفائتها القتالية وقد قامت إيران في أواخر سنة ٢٠١٩م باجراء مناورات وتمرينات لمعرفة مدى تأثير وجاهزية هذا النوع من الطائرات للقتال ،ومن الطبيعي أن ترفع الجهة المسؤولة عن إجراء المناورات الخاصة بالطائرات المسيّرة تقاريرها الى القيادات العليا عن نتائج تلك المناورات في عدد الطائرات المستخدم فيها،والمساحة التي تم تغطيتها ،ومدى محاكاتها وفاعليتها في أرض الواقع.
قبل حوالي سنة أي في (خرداد ١٤٠١/آيار ٢٠٢٢م ) تم تسليم قيادة الجيش الإيراني(٣١٠)طائرة مسيرة ،وفي هذا اليوم ٢٠٢٣/٤/٢٠ م وقبل عيد الفطر المبارك ،تم تسليم(٢٠٠) طائرة مسيّرة والحاقها عملياً بالقوات المسلحة الإيرانية، ومن الطبيعي أن هذه الهدية تسر الإخوة والأصدقاء في محور المقاومة،وتغيظ الأعداء في محور الصهاينة .
إنها هدية ثمينة لإسرائيل لكنها بغيظة لها ،والقادم يحمل لنا الأجمل(النصر لنا والعز لنا والله بقوته معنا).
ــــــــ
https://telegram.me/buratha