المقالات

الجاهلية من الناحية السياسية/الحكم بغير حكم الله /الأخير ...

1012 2023-04-20

كندي الزهيري ||

 

الجوء إلى الدنيا ؛إن المنطقة التي ظهرت فيها دعوة الرسول محمد(ص) ، كانت غارقة بمشاكلها الداخلية والخارجية،  منشغلة عن قضية ظهور نبي موعود،  يقيم الدين الحنيف، بينما القوى  المحيطة بهم، ولا سيما اليهود والنصارى، كانوا على ترقب وحذر وانتظار لهذا النبي الموعود،  و يجهزون أنفسهم لهذا الأمر لا تهواه أنفسهم. بحار الأنوار،ج٦٩،ص٩٢؛تفسير القمي ج١،ص٣٣.

أما الان ونحن في عصر الظهور الشريف للامام المهدي(ع) ، و في خضم عصر الجاهلية الثانية،  نرى الناس قد انشغلوا بأمور الدنيا،  وما هم فيه من إضطراب، متناسين قضية الأمام المهدي (ع) ، بل متناسين حتى التفكير بقرب قيامه وظهوره الشريف،  بينما المحيط بنا من القوى العظمى وأهل الكتاب، هم أكثر الناس اهتماما وترقبا لقيامه الشريف، واستعدادا منهم لمواجهته.

ليس هذا فقط بل نرى الحكم بغير حكم الله،  فقد كانت القبائل العربية، تضع لنفسها قوانينا وضعية وانظمة متعددة، فيها على الطبائع والعادات والتقاليد المتعارفة، والتي لا تتوافق مع إرادة السماء.

أما في هذا العصر،  فإن الحكومات والأنظمة الإسلامية منها ومن غير الإسلامية،  قد وضعت لنفسها قوانين ودساتير ما أنزل الله بها من سلطان ليحكموا بها.  وهذه القوانين في الاعم الاغلب تتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي،  وعلى الرغم من ذلك فإن الحكومات الإسلامية والعربية،  تتعامل بها في حين أن القرآن الكريم يقول :  {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} . سورة المائدة، الآية ٤٤.

( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ). سورة المائدة، الآية ٤٥.

( لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ). المائدة،الآية ٤٧.

لأنهم لم يتبعوا ما انزل الله من السماء  ،ومن لم يحكم بحكم الله، فقد حكم بحكم الجاهلية،  لأنه رجع إلى أحكام وضعية لا تمت إلى الله بصلة،  بل إن الكثير من العلماء لا يعملون بالأحكام الإلهية بل يعطون أحكام ظنية، ربما أخطأوا فيها أو إصابوا،  ولو حكموا بحكم وأحد فقط لا يطابق الواقع،  فإنهم إذن حكموا بحكم الجاهلية،  فعن أبي بصير عن الأمام الصادق(ع) أنه قال: الحكم حكمان حكم الله وحكم الجاهلية فمن أخطأ حكم الله  حكم بحكم الجاهلية.  الكافي ،ج٧،ص٤و٧؛تهذيب التهذيب الأحكام ،ج٦،ص٢١٨.

 

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك