المقالات

التدين وثقافة الاسلام


سامي جواد كاظم

هنالك متدين لا يتمتع بثقافة الاسلام وهنالك مثقف اسلامي لا يتمتع بالتدين ، اذا ماذا اقصد بهما ؟ حسب راي القاصر التدين هو من تظهر عليه مناسك الدين من اعمال وشكل يعني الصلاة والصوم وملابس المتدينين وربط كل تصرفاته بالدين ، اما الثقافة الاسلامية فانها في اهم محورين وهي ثقافة الاخلاق الاسلامية وثقافة قراءة التاريخ ، المشكلة التي يعاني منها المجتمع اذا تضارب راي المتدين مع راي المثقف الاسلامي فان راي المتدين له الكفة الراجحة ، ومن هذا المنطلق فان الظواهر والافكار التي تتبنى الدين تاخذ صداها في المجتمع اقوى من ثقافة الاسلام ، واما العناصر المدسوسة بين المسلمين للطعن بالاسلام فانها اذا ما تبنت ثقافة اسلامية ظاهريا فانها تؤثر في عقول ضعاف الايمان وتؤثر على المجتمع من خلال اثارة مسائل حساسة اسلامية مثلا التقليد والحقوق الشرعية.

اكثر المسائل الدينية التي تم التعامل معها هي ظاهرة الامام المهدي عليه السلام ، ولانها ظاهرة تحمل بين طياتها ابعادا مختلفة منها دينية وسياسية وطائفية لهذا اجتمعت القوى المضادة فيما بينها لا ستهداف هذه الفكرة ، فكم من شخصية ادعت المهدوية وكم من شخصية ادعت السفارة بعد السفراء الاربعة ، وكم من عناصر مدسوسة روجت اخبارا كاذبة على الشيعة الامامية بخصوص تعاملهم مع عقيدة الامام المهدي عليه السلام منها مثلا ان الشيعة يجلسون امام باب السرداب في سامراء ينتظرون خروج المهدي ورحم الله الشيخ الوائلي عندما قال لو يعود الامر لي لدفنت السرداب من اجل قطع دابر الكذابين على الشيعة .

واما الحديث عن علامات الظهور فانها اخذت الحيز الاكبر من الثقافة الاسلامية لتخدش التدين الحقيقي وتسمح للمزيف بالرواج ، وكم من ادعى اليماني والسفياني .. بل ان الدين هو افضل سلاح بيد الطغاة للتلاعب بمصير الشعوب .

والمشكلة الحقيقة التي تعاني منها ثقافتنا ان من يكن له راي مخالف لراي الكل في مسالة معينة دينية فانه يرفض بما يحمل من مواقف براقة صدرت منه طوال حياته وخير مثال السيد كمال الحيدري ، ولا اعلم ماذا اصابه في الفترة الاخيرة بسبب ما صدرت عنه اراء وافكار هزيلة ولما الت به الامور فهو صاحب افكار ومواقف رائعة خدمت المذهب الامامي ومنها عندما تطرق الى مسالة رؤية الامام المهدي عليه السلام فانه سال من يدعي انه راى الامام فهل هنالك من يعرف شكل الامام ؟ ام ان الامام عندما يتصل بشخص يقول له انا الامام ؟ الاسئلة منطقية جدا وخطيرة في نفس الوقت ومهمة للحفاظ على فكرة الامام المهدي عليه السلام .

في الثقافة الاسلامية السليمة فان من يخوض بها وبحيادية فانه يجد كم هائل من الموروث التاريخي الاسلامي غير صحيح بين التحريف والوضع والتدليس ، وكم من محطة توقفت عندها وعندما حاولت ان اناقشها مع اصحاب الاختصاص فانهم لا يحبذون النقاش بخصوصها ، انهم يحملون ثقافة الاخباريين بطريقة عصرية ويلوحون بعصا التدين .

اتذكر شخص متخصص كتب عن ميراث الخنثى كيف يحتسب فاستدل برواية للامام الصادق عليه السلام بانها بالقرعة يحسب ميراثة يعني حصة ذكر ام انثى ، وصادف ان ناقشته بحديث ان اضلاع الرجل اقل من المراة فاستدل بحديث في البحار بصحة الرواية فقلت له فلماذا تجرى القرعة على الخنثى دون اللجوء الى عد الاضلاع ؟ للعلم حديث الاضلاع غير صحيح والعلم اثبت ذلك .

من هنا نبقى نعيش في دوامة عدم المساس بحصن التدين وفي نفس الوقت عدم التثبت من الثقافة الاسلامية ، والخليط منهما ينتج ثقافة ودين خطير على المجتمعات الاسلامية يصعب تصحيحها او رفضها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك