حسن كريم الراصد ||
رغم أني أظن أن هذا النوع من البشر لا يتعظ . فمن لم يتعظ من كلام الجبار الذي يصدح بين ظهرانينا يتوعد الفاسدين والظلمة بالخزي في الدنيا والنار في الآخرة كيف يكون ما جرى لكمبش عبرة له ؟ أنه العار الذي سيلاحق من يسرق قوت الفقراء . أنه الخزي وميتة السوء ليتركوا ما جمعوا وما سطوا عليه لم يتنعموا به .. أنهم عاشوا كالفقراء يجمعون الاموال ويبنون القصور ويركبون العجلات الثمينة الفارهة ولكنهم لم ينعموا يوما بغفوة كتلك التي تغشى فقيرا جمع قوت يومه من حلال ..
أنهم أغبياء صدقا . فهم يظنون أن العزة بالمال والنفوذ والجكسارات وهتافات الحمقى يتراقصون لهم في كل مناسبة .. أنهم يظنون أن السعادة يجلبها المال حلالا كان ام حراما .. أنهم لم يباتوا ليلة في كوخ ناء في أسرة تعيش من كدها وتأكل مما تقدمه لهم الطبيعة المعطاء حلالا طيبا ليتعرفوا على السلام الداخلي الذي لم يتذوقوه ساعة ..
أنهم يظنون أن المال يطلب لاصله فباتوا عبيدا له .. وعاشوا يحرسونه ويخزنونه للمستقبل فخسروا الحاضر ولم يحظوا بالمستقبل وبقيت اموالهم حسرة عليهم ولعنة لهم .. وكأنهم يظنون أنهم سيخلدون في الدنيا فلم يتعظوا من غزو الشيب رؤوسهم فلم يصدقوا النذير بعدما خضبوه بالسواد فصدقوا أنه مازال اسود فراحوا ينكحون الفاتنات الصغيرات ويبنون القصور ويمشون بين الناس الخيلاء .. أنهم فقدوا الله بعدما طال بهم الامل ولم يسعوا للمجد والسؤدد الذي لن تجلبه اموال الدنيا بل تجده في رضا الرحمن وفي خدمة الفقراء واغاثة الملهوف والجهاد في سبيل العقيدة والمبادئ .. أنهم عاشوا كالفقراء وماتوا كالجبناء ..
ـــــــ
https://telegram.me/buratha