متابعة ـ ياسر الربيعي ||
أعلن "برنامج مكافآت من أجل العدالة"، التابع لوزارة الخارجية الأميركية، إن الولايات المتحدة تعرض مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار مقابل معلومات تقود إلى اعتقال إبراهيم عقيل، المعروف أيضا باسم تحسين، القيادي في حزب الله.
وجاء في تغريدة البرنامج أيضا أنه "قبل 40 سنة في تاريخ هذا اليوم، شاركت منظمة الجهاد الإسلامي، التي كان إبراهيم عقيل عضوا فيها، في تفجير السفارة الأميركية في بيروت. هل عندك تبليغ؟ إتصل بنا! قد تكون مؤهلا للحصول على مكافأة".
هذا الإعلان، عن تقديم هذه المكافاة، جاء بمناسبة الذكرى الأربعين لتفجير السفارة الأميركية في بيروت، إطلعت عليه أمس الثلاثاء على موقع إحدى الصحف الإلكترونية المعروفة، وحاولت التعليق على المزاعم الأميركية واتهامها حزب الله، إلا أن ما جلب نظري هو تعليقات القراء على الخبر، والتي ردت الصاع صاعين للقوات الأميركية الإرهابية المنتشرة في العالم وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، ولثقافة الكابوي الأميركي المتوحشة.
تعليقات القراء على الخبر، أكدت ما هو مؤكد، من أن شعوب المنطقة، باتت على دراية بالحيل والخدع الأميركية التي لم تعد تنطلي على أحد، لوضع الجلاد مكان الضحية والضحية مكان الجلاد، ولتزييف الحقائق، وأن هذه الشعوب باتت تدرك جيدا من هو الإرهابي والمحتل والمعتدي والقاتل، ومن هو المقاوم الذي يضحي من أجل الأرض والعرض والمقدسات بكل شجاعة في وجه أقوى قوة متوحشة عرفها العالم ألا وهي أميركا.
إخترنا من بين تلك التعليقات مايلي:
-إذا كانت الولايات تريد إلقاء القبض على هذا القيادي في حزب الله بدعوى مشاركته أو مسؤوليته في تفجير السفارة الأميركية في بيروت قبل أربعين عاما، فهل كانت الولايات المتحدة لتقبل تسليم الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان لمسؤولية في مقتل إبنة القدافي بالتبني عام 1986 إثر استهداف مقر إقامته بطرابلس بالطائرات؟
-هل تقبل أميركا طلبات من العراق لتسليمه مجرمين أميركيين عاثوا فيه فسادا وقتلا وتدميرا وتخريبا وسرقة ونهبا، أمثال مجرمي الحرب جورج بوش ورامسفيلد وجون بولتون وديك جيني؟
-هل ستقبل الولايات المتحدة تسليم الإرهابي المجرم دونالد ترامب لإيران لمسؤوليته في اغتيال الشهيدين قاسم سليماني وأبومهدي المهندس؟
-هل ستقبل الولايات المتحدة تسليم العسكريين الأميركيين الذين ارتكبوا جرائم ضد المدنيين العزل في مهماتهم العدوانية بالخارج؟ كم من الأبرياء الدين سقطوا بالطائرات المسيرة الأميركية في باكستان وأفغانستان والعراق والصومال وسوريا واليمن وليبيا؟
-هل كانت أميركا ستدعم مذكرات اعتقال بحق المجرمين الصهاينة؟ ولماذا تصر على دعم الإرهاب الصهيوني المستمر منذ 1948م بأرض فلسطين المحتلة؟ لماذا تعتبر جرائمهم دفاعا عن النفس؟
طبعا لو أردنا أن نضيف على هذه التعليقات، لطال المقال كثيرا، تُرى من يصدر مذكرات إلقاء قبض أو تجريم، من أباد 20 مليون إنسان من أهالي أميركا الأصليين، وقتل مئات الآلاف من شعوب إفريقيا التي اختطفتهم أميركا من بلدانهم واستخدمتهم كعبيد، أو من أباد مدينتين يابانيتين بالقنابل النووية وتلت مئات الآلاف من المدنيين، أو من استخدم أكثر الأسحة المحرمة دوليا وقتل الملايين من البشر في كمبوديا وفيتنام و..، أو من قتل مئات الآلاف من البشر في أميركا اللاتينية وآسيا وافريقيا، عبر الغزو والحروب والاحتلال والانقلابات العسكرية، أو الذي أسقط طائرة الركاب المدنية الإيرانية وقتل 290 إنسانا في ثوان قليلة، وجلهم من الأطفال والنساء؟
على أميركا أن تعلم أن يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم، ومثل هذا اليوم ليس ببعيد.
مصدر : نقلا عن العالم
ـــــــ
https://telegram.me/buratha