كوثر العزاوي ||
ونحن مغادرون محطة ديوان ضيافة الرحمن، وحيث الشياطين قد نَصبت الفخاخ على طول الطريق لسنةٍ قادمة، فالله الله بحماية الأنفس والتركيز على نقاط ضعفها، وكل انسان لابد أنه يحيط علمًا بما يوقِعهُ نتيجة الضعف، بمعنى أنه خبير بنقاط ضعفه، وشغل الشيطان كما نعلم هو استهداف نقاط الضعف في الانسان بعد التخطيط عليها بمعونة اداوته المتنوعةفي عالم الماديات، ومع آخر ساعات الضيافة الرحمانية، ونحن نحزم حقائبنا الملأى بالكثير من عطر أيام الله الزاكية، ومايزال الشعور محلّقًا في فضاء الملكوت، فما على المؤمن إذا شاء أن لايُغلَب وأن لايَخسر هداياه ومغانِمه ومما حصل من مكاسب، أن يَعي الايام القادمة بحذر، لأنها أيام الانتقام للشياطين منّا عادة، فتسلّ سلاح حقدها على من اطاع الله في الصبر على الصيام، وقد أصفِدت بالأغلال طيلة الشهر الفضيل، لتقوم بعد إطلاقها بمصادرة مكتسباتنا الروحية والمعنوية، حتى تعيدنا إلى نقطة الصفر كما قبل دخولنا برج الحصانة الذي شيدته الملائكة لاستضافة عباد الرحمن والإقامة في صروحٍ تحرسها ونحن آمنين منعَّمين، فما علينا بعد انتهاء العدة سوى تشييد أبراج الحيطة والحذر بجدار التقوى والمَنَعة، والتنازل بقناعة مطلقة عن محطات الضعةِ والهوان ومواطن اللهو والشبهات، ورفع منسوب المراقبة، والصدّ عن ومكتسباتنا بأدوات التقوى وسلاح الإخلاص والدعاء، "اللهم أعنّا على أنفسنا وادحض شياطين الإنس والجن عن مكتسباتنا انك سميع مجيب"
تقبل الله اعمالكم وبارك لكم في عيدكم وكل عام وانتم وأهليكم سالمين غانمين.
٣٠-رمضان١٤٤٤هج
٢١-نيسان٢٠٢٣م
ـــــــ
https://telegram.me/buratha