بـدر جاسـم ||
كثيرةٌ هي المفارقات في العراق، لكن ما ظهر بشكل واضح، بحادثة هروب سعد كمبش، ووفاته وبيانات نعيه، إضافة إلى طريقة تعامل الإعلام معها، بينما مع الشخصيات الشيعة فالكيل بمكيالين، حتى النزيهين لا يسلمون من تلفيقهم، وكل هذا يعد مفارقة عجيبة!
إن الإعلام يسخر كل إمكانياته على جهة واحد، فيما يغض البصر عن سرقات وتهريب الفاسدين من جهة الأخرى، ولا يكتفي بهذا القدر، بل يسعى جاهداً، لتصوير (سعد كمبش) في موضع البراءة والاتهامات الكيدية.
الأغرب من الإعلام هو تعاطف أبناء العامة مع سعد كمبش، وذلك رغم ثبوت سرقته لأموال الوقف السني، علاوة على هروبه من السجن، مع كل هذا نجد المترحم، والمدافع عنه، إضافة إلى من يتهم القوات الأمنية بتعذيبه، وبعض لوحات نعيه وصفته بالشهيد!
أما نحن في الجنوب نزهد بقادتنا وأبطالنا، والبعض يمنع تشييع حتى جثامين تقطعت من أجله، كذلك أرى من البعض يخجل من تمجيد أحد القادة، الذي هو مقتنع من نزاهته وإخلاصه، إن إهتزاز الثقة بالنفس والقادة في مجتمعنا الجنوبي، ليس وليد اللحظة، إنما تراكم سنوات طويلة من الإقصاء، والتقية، لا أدافع عن السياسيين الفاسدين، لكن أقول هناك قادة نزيهون وهم محط اعتزاز وفخر، لذا علينا ان نلتف حولهم، وندافع عنهم.
إن هذه المفارقة هامشية على طريق الوطنية، فالإعلام يسعى لترسيخ التشكيك، و الاستهزاء، وعدم الثقة فيما بيننا، إضافة إلى تسليط الضوء على دقائق الأمور، وتهويل المشاكل، بينما يغض الطرف عن الجانب الآخر، ويقلل من أهمية الحدث، ويحاول أن يجد ضيغة تقلل من حجم المشكلة؛ فهم يدافعون عن باطلهم، ونحن نخذل حقنا!
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha