خالد غانم الطائي ||
ان طالب العلم الذي يقوم بمذاكرة واستحضار الدروس ومباحثتها مع اقرانه فانه مهما بلغ في الجد والمثابره في الاستعداد للامتحانات والتي سيكون فيها مسئولا" وعليه تحضير الاجابات .. الا انه سينتابه قلق ويساوره الخوف من عدم كفاية التحضير او كونه مقصرا" او ان يكون الاستعداد غير كافي او لعل الارباك الذي سيحل به يؤدي به الى التردد والإخفاق في الاجابة وبالتالي تكون نتيجته هي الفشل والخسران مع الاحساس بالمراره ..
كذلك التحضير والتهيؤ والاستعداد للاخرة فقد يكون المرء ساعيا" في ذلك حتى يشمر عن ساعد الجد لاستثمار واستثمار الوقت من اجل التزود بالعمل الصالح للآخرة والتي وان طال العمر في الدنيا فأنه لابد منتقل اليها..
قال -سبحانه وتعالى- ( وتزودوا فأن خير الزاد التقوى ) سورة البقرة الاية 197 وقد ورد عن الامام علي( عليه السلام ) قوله ( اه من قلة الزاد وبعد السفر) لافتا" النظر الى عظيم وجسيم ذلك الامر المخيف والمهول ,
والامام ( عليه السلام ) في قوله السابق انما يخاطب النفس البشرية ( فهو معصوم ) وكيف يكون حال من لايعزم على مجاهدة نفسه والتهيئة والإعداد لاسئلة كثيرة وكثيرة فبعد انتقال العبد الى العالم البرزخي ( وهو عالم القبر ) سيسأل من ربك ؟ ومن نبيك ؟ من هم ائمتك ؟ ما قبلتك ؟ ما كتابك ؟ . وكيف صلاتك ؟ ومن اين اكتسبت مالك ؟ وفيم انفقته ؟ وكيف قضيت عمرك ؟ و..و..و.. وقائمة الاسئلة طويلة وهي تستمر وتستمر ..
اذن لابد للعاقل المتعقل ان يحضر الاجابة عن تلك الاسئلة وغيرها علما" انه لايوجد دور ثان للامتحان ولامجال للغش والخداع والمكر والتزوير واستحصال الجواب من زميلك لان كل عبد مرتهن بعمله وكل مشغول بنفسه قال- تبارك اسمه- ( ولايسأل حميم حميما" ) سورة المعارج الاية 10 وقوله -عز وجل -( الاخلاء يؤمئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين ) سورة الزخرف الاية 67 .
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha