المقالات

رباط السالفة..!


قاسم الغراوي ||

 

باقتراب القرن السادس ق. م من نهايته تمردت أثينا على حكامها الطغاة الفاسدين والذين سيطروا على أمورها لعقود، واسسوا ديمقراطية استمرت قرنا من الزمن وكانت مصدر لسطوتهم وافتخارهم. ولكن بعد مرور الوقت بدأت تواجههم مشكلة لم يعرفوها من قبل : ماذا يفعلون بالانتهازيين الذين لايفكرون الا بانفسهم ويهددون تماسك المدينة التي يحيطها الأعداء من كل مكان .

أدرك الاثينيون ان لم يوقفوا هؤلاء سينشرون الفرقة ويثيرون القلاقل بين المواطنين وسوف ينتهون بالخراب على المدينه والقضاء على الديمقراطية. كما لم يكن في موسوعهم ان يعاقبوا الانتهازيين عقابات وحشية لان ذلك لايليق بالاسلوب المتحضر الذي ابتدعته أثينا وبدلا من ذلك ابتكروا حلا اكثر إنسانية وأقل وحشية للتعامل مع هؤلاء المفسدين :

قرروا ان يجتمعوا كل عام في سوق المدينة ويكتب كل شخص على رقاقة من الطين اسم الشخص الذي يريد طرده ومن يظهر اسمه على ستة الاف رقاقة يطردونه من المدينة لعشر سنين، وأن لم يكتمل هذا النصاب لشخص معين يطردون الشخص الذي اجمع عليه اكبر عدد من الرقاقات أطلقوا على عملية الطرد اسم  ostracism من كلمة ostraka التي تعني رقاقة الطين

رباط السالفة ؛

نحتاج إلى أن يفكر الشعب ثم يقرر  بطريقة (حضارية) للتخلص من الفاسدين والانتهازيين الذين سرقوا العباد وعاثوا في الأرض الفساد بعد أن بحت الأصوات وجف حبر الاقلام وحجب الدعاء، طريقة نعيد فيها للبلد مكانته التي تليق به وبشعبه العظيم الذي فقد الكثير من قيمه وثقافته وأخلاقيات مجتمعه وتراجع كثيرا عن بقية البلدان التي كانت تنظر اليه في يوم من الايام قدوة من بين البلدان ، نحتاج لان نتغير ونغير وتتغير  الوجوة الفاسدة التي تمسكت بالسلطة وسرقت وتمادت فيها بحجة الديمقراطية والحرية والانتخابات والتداول السلمي متكاة على الحصانة بغياب القانون والعدالة ومازال الشعب في وادي يعيش البؤس والفاقة غير امن مشردا في مخيمات لاجئا في بلده.

نحتاج الى ثورة حقيقية (حضارية) للتغيير  مثلما قرر  شعب أثينا الاطاحة برؤوس الفاسدين ونفيهم بعد كشفهم ولفظهم من قبل المجتمع وتعريتهم فمتى يكون هذا الوعد؟

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك