المقالات

الغلظة والجفاء في هدم قبور الاولياء


د. عطور الموسوي ||

 

لم يكن غريبا ولا مفاجئا وقع حدث جلل كتهديم قبور أئمة البقيع عليهم السلام .. في دولة ترفع راية الاسلام وتحمل كلمة الشهادة لكنها تعلن عن عنفها بسيفين يتقاطعان وتتجاهر بشعار القتل المستمر.

قد لا يستشعر ما أقول من لم يتشرف بحج البيت الحرام او الاعتمار اليه، لكن كل من شهد هذه المشاهد الشريفة عرف على الفور لماذا هدمت القبور !!

انهم غلاظ قساة وجوههم تخلو من أي ملامح رحمانية على الرغم من أنهم ( سدنة) الكعبة المشرفة، شعورهم الكثة ولحاهم الشعثة وملابسهم القصيرة تبعث رسائل مقلقة، ولا تلتمس الأمان بوجودهم وإن كنت معلقا  بأستار الكعبة .

دمعت عيناي وانا أراهم يزجروننا وينهروننا ان رُمنا لمس البيت أو مقام ابراهيم عليه السلام، ليس لجرأتهم علينا ونحن ضيوف الرحمن فحسب، وانما تذكرت رسول الله صلى الله عليه وآله وقوله : ما أوذي نبي بمثل ما أوذيت .. أجداد هؤلاء من آذوك يا حبيب الله وهاهم الأحفاد يسيرون على نهج عتاة قريش وعبثا مضت قرونا في تحسين نسلهم الغليظ هذا.

فلا عتب عليهم وهم ارتضعوها من امهات وتناسلوها من آباء قتلوا المسلمين صبرا من تعذيب وقسوة همجية .. إنهم الأعراب الذين خاطبهم الله الجليل :

(قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا  قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ )

والا فان الايمان بالله مودة في القربى ووفاء لمن أخرجنا من الظلمات الى النور  .

فات هؤلاء الأجلاف أن مودة أهل البيت في الضمائر والقلوب، وإن هدموا قبورهم فإن قلوبنا تضمها، ولن نتوانى عن زيارتهم وهم الأحياء عند ربهم يرزقون، فما مات منهم الا شهيد ..

سلام على من سكن البقيع وإن بعدت المسافات .. وإنا على يقين بأنكم تردون السلام ..

يا سادتي يا أولياء الله .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك