المقالات

في ذكرى هدم البقيع ..!


محمد هاشم الحجامي ||

 

٨ شوال ١٤٤٤ ه‍

٢٩ / نيسان ٢٠٢٣ م

منذ أول ما ظهرت الحركة الوهابية كان البقيع و كربلاء محط اهتمامها وتسعى بكل السبل لهدمهما ومحور أثرهما فهجمت عام ١٨٠١ على كربلاء ونهبت وقتلت وخربت وفعلت الافاعيل وكانت وجهتها الثانية هي المدينة المنورة (على ساكنها وآله الصلاة والسلام ) والهدف القبة الشريفة لخير الخلق ومقبرة البقيع  التي تعرضت للتخريب مرتين ، الأولى كانت في العام ١٢٢٠ ه‍ حيث هدم الخوارج الجدد المقبرة الشريفة وبعدما طردهم الاتراك العثمانيون اعادوا بناءها مرة أخرى  والثانية في الثامن من شوال عام ١٣٤٤ ه‍ حيث قامت المجاميع الوهابية بهدم اضرحة ال البيت والصحابة في البقيع والتي هي من أهم مقابر المسلمين إن لم تكن الأهم على الاطلاق ففيها أربعة من أئمة ال البيت ومئات الصحابة والتابعين وخيار المسلمين فأول من دفن فيها الصحابي الجليل زرارة بن اسعد ومن ثم عثمان بن مضعون ثم توالى دفن الدفن فيها .

فالبقيع ليست مجرد جبانة لدفن الموتى إنما هي تأريخ أمة ونقطة انطلاق لمسيرة ١٤ قرنا من تاريخ الإسلام ومعلما وشاهدا على اول صحابي مات في المدينة المنورة وتوثيق لشهداء بدر أول منازلة بين الحق والباطل وعلى ترابها وقف أعظم عظماء الاسلام وقرأ الفاتحة وترحم على موتاها.

فما حصل هو مخطط لمحو ذاكرة أمة ونسف إرثها ولتشكيك الناس بها فحينما لاتجد الأجيال أثرا ولا شاهدا على دينها تبدأ تطرح الأسئلة حول حركة الاسلام ومن اين انطلق وما محطاته التي مر بها والى أين وصل ؟ واين ولد وعاش النبي ؟ واين بعث وفي اي مكان تزوج ؟ واين سكن بعد الهجرة ومن أصحابه وما آثارهم ؟ وهكذا .

فكل تلك التساؤلات بحاجة إلى دليل مادي وأثر ملموس وهي جميعا هدمت من موضع ولادته في الجمرات والى بيت خديخة سلام الله عليها إلى الخندق الذي يؤرخ لمعركة الأحزاب إلى قبور شهداء الاسلام في بدر أو أحد وغيرها .

كأننا صرنا أمة بلا أثر يشهد لها فهنا يدعي كل مدعي ويتطاول كل متنطع ويشك كل مغرض بأن الإسلام مجرد وهم وصناعة فضائية لا يوجد شئ يدل عليه ولا موضع يخبر الناس عنه .

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك