المقالات

تشوهات الخطاب الإعلامي  

1064 2023-04-30

أ.د. جهاد كاظم العكيلي  ||

 

لم يظهر الخطاب الإعلامي بعد عام 2003 قدرا كبيرا من التغطية النظيفة لما جرى في العراق من مآس وويلات وخراب ودمار، ولم تراعى فيه معايير الموضوعية والمصداقية في تقديم الحدث للجمهور بهدف ترسيخ الأفكار التي يُريد زرعها، بل لم يضعها في خانة السياق الأخلاقي كما تقتضيه المصداقية والموضوعية ..

ومعروف أن الخطاب الإعلامي هو فن من فنون التواصل مع الجمهور وسبل إقناعه بمواقف وآراء عن طريق معلومات يتم عرضها في القنوات الخبرية (المسموع والمكتوب والمرئي)، الذي يتخذ أنماطا وأساليب متعددة تبعا لنوع الخطاب ومرجعياته وأدواته الرسمية والحزبية، أما المُستقلة منها فمعظمها تخضع لإرادات أجنبية ..

ومعروف أيضا أن ظهور تسمية السلطة الرابعة كمصطلح كان قد إنبثق إلى الوجود في بداية نشوء الأنظمة الديمقراطية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر عندما قال المفكر الأنكليزي أدموند بروك أمام مجلس البرلمان البريطاني، ثلاث سلطات تجتمع هنا تحت سقف البرلمان لكن هناك في قاعة المراسلين تجلس السلطة الرابعة وهي أهم منكم جميعا ..

وهذا يعني أن الخطاب الإعلامي بصورة خاصة أقوى من السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية لو أستثمرت ووجهت إلى الوجهة الصحيحة التي ستقود حتما لخطاب عراقي هادئ ناضج وواعي ليكون بذلك أقوى وأهم من كل السلطات في بناء الإنسان العراقي، وهو الهدف والوسيلة معا للبناء الديمقراطي الحقيقي في العراق ..

من هنا كان ولا يزال الإعلام العراقي ذو خطاب إعلامي  يسهم في صناعة الكراهية والتهافت من إجل الظفر بالسلطة والمال مع أن الخطاب السياسي لمعظم الأحزاب والكتل السياسية يؤكد مدنية الدولة ونبذ الطائفية إلا أن هذا الخطاب تحول في غضون السنوات الماضية إلى خطاب وطني مشوه ومتناقض ما أدى إلى ترسيخ ثقافة الكراهية وزرع الإحباط لدى الجمهور العراقي ما يمثل خطرا كبيرا على مستقبل العراق، وربما يقود به إلى نفق مظلم يتسبب في زعزعة الإستقرار حيث عانى كم غير قليل ولسنوات طويلة من ويلات الحروب والتناحر الداخلي، ومن ثم يجب أن يكون هناك خطاب سياسي داخلي وخارجي عراقي موحد كالدول الأخرى يخدم توجهات ومصالح البلد ويتوافق مع ضوابط الدستور العراقي بعيدا عن التشنجات والعواطف المذهبية والأثنية التي لا تخدم صناعة عراق ديمقراطي جديد ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك